الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب أردوغان (AFP)
تابعنا

ما المهم: ظهرت مؤشرات أولية حول مواقف إيجابية من الولايات المتحدة تجاه تركيا، إثر الاتصال الهاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الجمعة.

هذه المؤشرات التي تتمثل في تفهم ترمب للعملية العسكرية المرتقبة للجيش التركي في شرق الفرات، وإبداء استعداده لتسليم فتح الله غولن المتهم بتدبير عملية الانقلاب الفاشلة لأنقرة، كما أعلن عنها وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو.

وأعقب هذه التصريحات موقف جديد من البنتاغون، حيث صرح المتحدث باسمه بأن هناك تنسيقاً مع الجانب التركي وأن التصريحات السابقة جاءت وفق ظروف مغايرة، في حين تفيد مصادر أخرى أن البينتاغون لا يعلم بما جرى بين ترمب وأردوغان في الاتصال الهاتفي.

وطرحت المواقف الأميركية تجاه تركيا جملة من التساؤلات حول مدى جديتها، خاصة أنها تتضارب مع المواقف الأولى، ومدى انسجام الإدارة الأميركية في هذه الملفات، وانعكاسها على العلاقة بين البلدين.

المشهد: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي انطلاق عملية عسكرية شاملة في شرق الفرات في الأيام القادمة.

واعتبر المتحدث باسم البنتاغون، شون روبرتسون، وقتها أن "إقدام أي طرف على عمل عسكري من جانب واحد شمال شرقي سوريا وبالأخص بمنطقة يحتمل وجود طواقم أمريكية فيها، أمر مقلق للغاية، ولا يمكن قبوله".

بعد أيام قليلة، أجرى الرئيس التركي ونظيره الأميركي اتصالاً هاتفياً، تناولا خلاله التطورات في شرق الفرات والتنسيق بين البلدين.

وقال وزير الخارجية التركي إن ترمب أبدى في الاتصال الهاتفي تفهمه لعملية شرق الفرات، وأعلن استعداده للعمل على تسليم فتح الله غولن، المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز 2016.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن البيت الأبيض، أوعز إلى وزارة العدل، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ووزارة الأمن الداخلي، لدراسة "إعادة غولن بالوسائل القانونية" إلى تركيا.

وقال البنتاغون إن "التصريحات السابقة جاءت وفق ظروف ذلك التوقيت، مشيراً إلى تغير تلك الظروف في الميدان" مشدداً على أن موقفه الحالي "هو المقبول والمعمول به".

وأكد أن "الولايات المتحدة وتركيا، ينسقان معاً بشكل فعّال في كل المواضيع التي من شأنها التأثير على أمن تركيا، والوضع في شمال شرقي سوريا حيث توجد القوات الأميركية لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش، المصنف إرهابياً".

المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، شون راين، اعتذر لتركيا بعد أن أعاد نشر تغريدة أحد أنصار تنظيم PKK المصنف إرهابياً.

ما التالي: اعتبر المختص في الشأن التركي، نزار الحرباوي، أن النفوذ الروسي في سوريا اضطَر الولايات المتحدة إلى الوجود في شرق الفرات بهذه القوة، مضيفاً أن الإصرار التركي على محاربة المجموعات المسلحة التي تهدد أمنها القومي أربك واشنطن.

وفي حديثة لـTRT عربي، قال الحرباوي إن واشنطن تسعى لإمساك العصا من النصف بين عدم إزعاج أنقرة وعدم التخلي عن حلفائهم.

وأكد الحرباوي أن الولايات المتحدة ستناور مع تركيا كثيراً في هذه العملية، مشيراً إلى أنها ستترك للجيش التركي هامشاً من التحرك في شرق الفرات دون المساس بمصالحهم العسكرية.

ملف فتح الله غولن هو ورقة ضغط بيد الولايات المتحدة وليس من السهل التخلي عنها من خلال المطالبات العامة وليس من المطروح في الأفق القريب أي حل مصيري لهذه المسألة

نزار الحرباوي - مختص في الشأن التركي

وعن التضارب في المواقف الأميركية، لفت الحرباوي إلى الأزمات الداخلية التي تعيشها الولايات المتحدة، كما نوّه أن واشنطن تحاول الحفاظ على الحد الأدنى من التوافق مع تركيا كي لا تفلت الأمور منها.

وأشار إلى أن نشأة سلطة مضادة لسياسات ترمب في الداخل يلقي بظلاله على السلوك الأميركي المعتاد في الفترة الأخيرة، معتبراً أن اضطراب الداخل سيضعف موقف واشنطن من القضايا الكبرى في المنطقة.

وشدّد الحرباوي على أن ملف فتح الله غولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، هو ورقة ضغط بيد الولايات المتحدة وليس من السهل التخلي عنها من خلال المطالبات العامة، لافتاً إلى أنه ليس من المطروح في الأفق القريب أي حل مصيري لهذه المسألة.

بين السطور: لدى الولايات المتحدة نحو 14 قاعدة عسكرية في منطقة شرق الفرات بالإضافة إلى قاعدة التنف على الحدود السورية الأردنية، وهي:

ـ قاعدة الرميلان في الحسكة.

ـ قاعدة روباريا في المالكية.

ـ قاعدة تل بيدر في شمال الحسكة.

ـ قاعدة تل تمر على الحدود السورية التركية.

ـ قاعدة الشدادي في جنوب الحسكة.

ـ قاعدة عين عيسى في ريف الرقة.

ـ قاعدة تل مشته نور في عين العرب المعروفة بـ"كوباني".

ـ قاعدة تل الأبيض في شمال الرقة.

ـ قاعدة تل السمن في شمال الرقة.

ـ قاعدة الطبقة في غرب الرقة.

ـ قاعدة خراب عشق بين حلب والرقة.

ـ قاعدة الشايهة في جنوب شرق منبج.

TRT عربي
الأكثر تداولاً