وشددت الحركة على أنها تسعى لتحقيق "تقدم ملموس" يفتح المجال للانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، وصولاً إلى وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
وأعلن القيادي في حماس، عبد الرحمن شديد، خلال مؤتمر صحفي في الدوحة، أن الحركة بدأت اليوم جولة جديدة من المحادثات، مشدداً على استمرار جهودها لإنهاء العدوان الإسرائيلي وتأمين اتفاق يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد شديد أن حماس تواصل المشاورات مع الوسطاء، بمن في ذلك المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، معرباً عن أمله في أن تسفر هذه الجولة عن نتائج تدفع نحو إنهاء العدوان الإسرائيلي، وإتمام صفقة تبادل الأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
وأوضح أن "حركة حماس تتعامل بكل مسؤولية وإيجابية، في هذه المفاوضات، بما فيها المفاوضات مع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن (آدم بوهلر)".
والأسبوع الماضي، التقى بوهلر مسؤولين كباراً من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أمريكيين.
وتقدِّر تل أبيب وجود 59 محتجزاً إسرائيلياً بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، فيما يقبع في سجونها أكثر من 9500 أسير فلسطيني، يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتابع شديد: "ونأمل أن تسفر هذه الجولة عن تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات، مما يمهّد الطريق لوقف العدوان، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى".
وبعد إرسال تل أبيب وفد تفاوض إلى الدوحة، الاثنين، تستضيف العاصمة القطرية مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بعد طول مماطلة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرافض للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة التي يُفترض أن تُفضي لإنهاء حرب الإبادة.
وفي 1 مارس/آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من المحتجزين الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
ولذلك زعم نتنياهو في 8 مارس/آذار، أن حماس ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مبرراً بذلك استخدامه سلاح "التجويع" المحرم دولياً، بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في 2 مارس/آذار الجاري.
وحذر المسؤول في حماس من المخططات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، مضيفاً أن إسرائيل تسعى إلى تهجير الفلسطينيين وتدمير مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس المحتلة، وطمس هويتها التاريخية والديمغرافية "تحقيقاً لما يُعرف بمشروع القدس الكبرى الاستعماري".
وقال إن إسرائيل "خططت مؤخراً لبناء 2684 وحدة استيطانية جديدة، ما يؤكد استمرار سياسة التوسع الاستيطاني التي تشكل تهديداً خطيراً للوجود الفلسطيني في الضفة الغربية".
ولفت إلى أن "الاحتلال مستمر في عدوانه الواسع على مدينة جنين ومخيمها لليوم الحادي والخمسين، كما يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم لليوم الثالث والأربعين، ويصعّد من اقتحاماته الوحشية في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية خلال شهر رمضان المبارك".
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى استشهاد 934 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وترتكب إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.















