جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته بـ"منتدى البوسفور الدبلوماسي" بمدينة إسطنبول، وتناول اعتراف عدد من الدول الغربية مؤخراً بدولة فلسطين، وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأوضح أردوغان أن "الاعتراف بدولة فلسطين، وإن جاء متأخراً، يعد خطوة مهمة، لكن لا يسعنا إلا أن نتساءل: ألم يكن من الممكن الدفاع عن فلسطين قبل مقتل 65 ألف بريء؟"، مشدداً على أن بلاده ستواصل العمل من أجل تحقيق العدالة والسلام والاستقرار في المنطقة.
وخلال الأيام الماضية، اعترف 11 بلداً بدولة فلسطين، وهي: بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع بذلك الإجمالي إلى 159 من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وأضاف أن إسرائيل تمارس "تطهيراً عرقياً مروعاً بحق الفلسطينيين على مرأى من العالم، وتستخدم التجويع في غزة سلاحاً للإبادة الجماعية"، لافتاً إلى أن "مشاهد موت الأطفال جوعا تُدمي القلوب"، معتبراً أنه "من حصروا مسألة غزة في إطار حركة حماس بدؤوا يدركون أن الأمر ليس كما تصوروه".
وأكد أردوغان أن "كل روح تُزهق في غزة أو اليمن أو سوريا أو السودان أو الصومال، تقتطع جزءاً من أرواحنا"، مشيراً إلى أن تركيا وقفت دائماً إلى جانب المظلومين، سواء في فلسطين أو في سوريا ضد "النظام الملطخة أيديه بالدماء".
وفيما يخص خطاب نتنياهو الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال أردوغان: "زعيم شبكة الإبادة الجماعية لم يجد من يستمع إلى أكاذيبه وتهديداته، فخاطب مقاعد فارغة".
وشدد على ضرورة فرض عقوبات رادعة على إسرائيل، بما في ذلك حظر مشاركتها في البطولات الرياضية الدولية، مؤكداً أن "تركيا ستواصل السعي لتحقيق سلام عادل في المنطقة، بما في ذلك في غزة وفلسطين عموماً".
ووجّه تحية إلى المشاركين في "أسطول الصمود" المتجه لكسر حصار غزة، والذين يتعرضون لـ"إرهاب الدولة الإسرائيلي"، سائلاً الله أن يحميهم.
وانتقد الرئيس التركي عجز النظام الدولي ومجلس الأمن عن القيام بمهامهما الأساسية، مبيناً أن هذه الآليات التي أنشئت لمنع الكوارث الإنسانية "تحولت إلى جزء من المشكلة"، مؤكداً أن الساحة الدولية تشهد "انكسارات تكتونية" في مجال السياسة الخارجية، في ظل تزايد الأزمات والنزاعات بسبب غياب الحلول السلمية والدبلوماسية.
وأكد أن التنافس العالمي والأزمات الإقليمية تتحول إلى مآسٍ إنسانية مع استمرار غياب الحوار الفعّال، مشيراً إلى أن العالم يواجه تحديات كبرى، من بينها أزمة المناخ والمياه، ولفت إلى أن النظام الدولي القائم "أصبح عاجزاً عن حل الأزمات وبات جزءاً منها بدلاً من أن يكون وسيلة لتسويتها".