وتوغلت آليات جيش الاحتلال اليوم الاثنين، عشرات الأمتار في مخيم جباليا شمالي القطاع، قبل أن تعاود الانسحاب، وسط استخدام غطاء ناري كثيف من الطائرات المسيرة.
وفي مدينة غزة، أطلقت آليات الاحتلال نيرانها تجاه الأحياء الشرقية، في حين لم يُسجل حتى الآن وقوع إصابات جراء هذه الخروقات.
ومنذ سريان الاتفاق، ارتكبت إسرائيل مئات الخروقات ما أسفر عن استشهاد 401 فلسطيني وإصابة 1108 آخرين، وفق أحدث معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول إلى 405 شهداء و1115 مصاباً ما يرفع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 إلى 70 ألفاً و937 شهيداً و171 ألفاً و192 مصاباً.
تحذيرات أممية من تفاقم سوء التغذية
على الصعيد الإنساني، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف امرأة حامل ومرضع في غزة قد يعانون من سوء تغذية حاد بحلول أبريل/نيسان 2026، في ظل هشاشة التقدم المحرز في مواجهة المجاعة.
وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص في القطاع يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، محذراً من أن تجدد القتال أو توقف المساعدات قد يدفع القطاع نحو مجاعة شاملة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن نصف المرافق الصحية فقط تعمل جزئياً وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية، داعياً إلى السماح العاجل بدخول المساعدات لتوسيع نطاق الخدمات المنقذة للحياة في غزة.
الأونروا بين التضييق والحاجة الإنسانية
في هذا السياق، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الفلسطينيين يواصلون الاعتماد على خدماتها الأساسية في التعليم والرعاية الصحية داخل المخيمات، محذرة من أن الحملات الإعلامية التضليلية والتضييق الإسرائيلي لن تُنهي صفة اللجوء عن الفلسطينيين.
ولفتت الأونروا في تدوينة على منصة "إكس"، مساء الأحد، إلى تعرض مقراتها في القطاع ومرافقها الصحية والمدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، للحملة الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، بما يعزز من حاجة الفلسطينيين إلى الدعم الدولي.
وأكدت الوكالة أن الحل المستدام للاجئين الفلسطينيين يمر عبر إيجاد حلول سياسية عادلة، واستثمار حقيقي في مؤسسات فلسطينية مؤهلة لتعزيز الاستقرار والخدمات الأساسية في المستقبل.
وحذرت من أن الجهة التي ستدفع الثمن إزاء ذلك "هم هؤلاء الأكثر فقراً بين لاجئي فلسطين، أولئك الذين يعيشون في المخيمات ولا بديل لديهم عن الأونروا للحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية".
وخلال عامي الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، تعرضت الأونروا لحملة تضييق إسرائيلية واسعة، واتهمتها تل أبيب في بداية الحرب بدعم هجمات ضدها وتوظيف مسلحين لديها، وهو ما نفته الوكالة الأممية.
وتتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، تحت وطأة تداعيات حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة طوال سنتين، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
















