وفي كلمة بثها عبر "فيسبوك" دون الكشف عن موقعه، أكد راجولينا (51 عاماً) أنه اضطر إلى مغادرة مقر إقامته حفاظاً على حياته، مشيراً إلى أن "الحل الوحيد للأزمة هو احترام النظام الدستوري"، ومبدياً انفتاحه على "حوار للخروج من الوضع الراهن".
وأفادت إذاعة فرنسا الدولية (آر إف آي) بأن راجولينا غادر البلاد الأحد على متن طائرة عسكرية فرنسية نحو جزيرة لا ريونيون، قبل أن يتوجه إلى وجهة أخرى برفقة عائلته، في وقت لم تؤكد باريس رسمياً هذه المعلومات.
وخلال مشاركته في قمة شرم الشيخ حول غزة، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "قلق كبير" حيال الأوضاع في مدغشقر، مشدداً على "أهمية الحفاظ على النظام الدستوري والاستقرار المؤسسي"، ومحذراً من استغلال الشباب الغاضب من الأوضاع المعيشية من قبل "فصائل عسكرية أو تدخلات أجنبية".
وكانت الرئاسة في مدغشقر أعلنت الأحد عن "محاولة انقلاب" بعد سيطرة وحدة متمردة من الجيش على القوات البرية والجوية والبحرية، وانضمام عدد من العسكريين إلى المحتجين الذين يتظاهرون منذ 25 سبتمبر/أيلول ضد تدهور الأوضاع المعيشية.
وذكرت الرئاسة أن الكلمة التي كان يفترض أن تُبث عبر التلفزيون الرسمي أُرجئت عدة مرات بسبب اقتحام جنود مسلحين مقر القناة، إضافة إلى "مشكلات تقنية" عطلت البث.
ويشهد البلد الواقع في المحيط الهندي اضطرابات متصاعدة، شارك فيها عشرات آلاف الشبان احتجاجاً على انقطاع الكهرباء والمياه وارتفاع البطالة وتدهور الخدمات العامة، وتحولت بعض التظاهرات إلى أعمال عنف أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً.
ويواجه راجولينا، الذي أعيد انتخابه عام 2023 في اقتراع قاطعته المعارضة، أزمة سياسية هي الأخطر منذ انقلاب عام 2009 الذي أوصله إلى الحكم لأول مرة، وسط تحذيرات من تراجع التمويل الدولي إذا استمرت الاضطرابات.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن نحو 80% من سكان مدغشقر البالغ عددهم 32 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر بأقل من 2.8 يورو يومياً.