جاء ذلك في منشور لألطون على منصة إكس، اليوم الخميس، تعليقاً على حوادث اعتداء أشخاص مشبوهين على أملاك للسوريين في ولاية قيصري وسط البلاد.
وقال ألطون: "تستضيف بلادنا ملايين اللاجئين من خلفيات مختلفة منذ عقود عديدة" بسبب الصراعات الإقليمية التي دفعت بالملايين إلى النزوح.
وأضاف: "لقد تصرفنا بمسؤولية، ونواصل الإصرار على اتباع نهج إنساني لأننا نؤمن بكرامة وحرية الأشخاص الذين وقعوا ضحايا للصراعات، بل حتى استهدفتهم حكوماتهم".
ونوّه بأن الشعب التركي "كان متعاطفاً وسخياً للغاية في دعمه لأولئك الذين لم يُمنحوا أي خيار سوى مغادرة أوطانهم"، مضيفاً أن "شعبنا ضحى كثيراً وساند إخوانه في المنطقة بسخاء".
وتابع ألطون قائلاً: "تماشياً مع تلك الروح، ظلّت سياستنا الخارجية ملتزمة المبادئ الإنسانية على الرغم من الضغوط والاستفزازات العديدة بجميع أنواعها"، مؤكداً: "لم نسمح لجماعات المعارضة الهامشية بجعل هذه القضية تؤجج المشاعر المعادية للمهاجرين. ولن نسمح للجهات الخارجية باستغلال بعض المظالم لإملاء سياستها أيضاً".
وأشار إلى أنه "في الأيام الأخيرة، أولئك الذين يريدون تلطيخ سجلّنا ونهجنا الإنساني تجاه اللاجئين، يعملون جاهدين لتصوير بلدنا على أنه مكان معادٍ".
وأردف: "صحيح أنه كانت في بلدنا توترات وحوادث مؤسفة بين الحين والآخر، لكنها لا ترقى إلى مستوى موجة واسعة النطاق ومستمرة مناهضة للاجئين. وأولئك الذين يجادلون بخلاف ذلك إما جاهلون بالحقائق وإما أنهم يشاركون في حملة تضليل مشؤومة ضد بلدنا".
وأشار ألطون في هذا السياق إلى التناقض الذي يبدو جلياً بين النهج الأمني الموجه ضد الأجانب والإسلاموفوبيا الذي يتبناه عديد من الدول الأوروبية، والنهج الإنساني لتركيا.
وانتقد "النفاق" الذي تمارسه الجماعات السياسية في الدول الغربية، من خلال التبشير بحقوق الإنسان، في حين تتسامح مع المشاعر المعادية للمهاجرين وكراهية الأجانب.
وأكد أن "الدول التي تسعى للاستقرار الحقيقي والجادة في الارتقاء إلى مستوى المبادئ الإنسانية التي تدعو إليها يجب عليها أن تقف إلى جانب تركيا وتواجه قوى العنصرية وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام".
إنهاء الصراع في سوريا
وفي ما يتعلق بالملف السوري واللاجئين السوريين، قال ألطون: "سياستنا هي إنهاء الصراع وإعادة بناء سوريا التي تتمتع بسلامة أراضيها ويعيش مواطنوها في سلام وحرية".
وأوضح أنه لتحقيق ذلك "نحتاج إلى بناء البنية التحتية الإنسانية والقانونية للعودة الآمنة للاجئين"، منتقداً "فشل المجتمع الدولي في التركيز على هذا الهدف".
وأضاف: "لقد أعربنا مراراً وتكراراً عن استعدادنا للعمل مع المنظمات ذات التفكير المماثل لمعالجة مسألة تقاسم الأعباء، ولكننا لم نتلقَّ سوى دعم ضئيل للغاية حتى الآن".
وتابع أنه "في الوقت ذاته نكافح ضد الاستفزازات وحملات التضليل بشأن قضية اللاجئين وسياسة بلادنا"، موجهاً نداءه إلى الجميع بالثقة فقط في المعلومات الدقيقة الصادرة عن الحكومة.
وأكد أن تركيا "ستظل مصرّة على تهيئة الظروف لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا، ولن نتجاهل أبداً المحنة الإنسانية التي يعيشها الناس في منطقتنا".
وأضاف: "لدينا كل النية لترك إرث ستفخر به الأجيال القادمة. لن نستسلم للخوف وكراهية الأجانب. سنواصل الكفاح ضد العنصرية والإسلاموفوبيا. وسنفعل ذلك لأننا نؤمن به ولأنه الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
وأكد أنه "تحت قيادة الرئيس أردوغان ستستمر تركيا في كونها قوة استقرار وسلام في منطقة مضطربة".

















