وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان، أمس الاثنين، بوصول 7 شهداء و6 إصابات، إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأشار البيان إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وذكرت الوزارة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفعت إلى 48 ألفاً و346 شهيداً، إضافةً إلى 111 ألفاً و759 إصابة.
تواصًل الخروقات الإسرائيلية
وفي وقت سابق، الاثنين، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان على منصة إكس: "هاجمنا قبل وقت قصير موقع الإطلاق الذي رصدنا إطلاق صاروخ منه سقط في قطاع غزة". وأضاف: "كما هاجمنا موقع إطلاق آخر في المنطقة".
من جانبها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أنه "بعد إطلاق صاروخ (من غزة)، هاجم الجيش الإسرائيلي منطقة الإطلاق في رفح"، وذلك في خرق جديد من الجيش لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين الموقَّع الشهر الماضي.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ادّعى في بيان "رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة سقط داخل القطاع".
والجمعة، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن إسرائيل قتلت 100 فلسطيني، وأصابت 820 آخرين، وأعاقت تنفيذ بنود "البروتوكول الإنساني" المتعلق بوقف إطلاق النار في القطاع منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ قبل أكثر من شهر.
تمسّك بالإفراج عن الأسرى
في الأثناء، قال القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، الأحد، إن الحركة لن تجري أي محادثات مع إسرائيل عبر الوسطاء (مصر وقطر) بشأن أي خطوات قادمة حتى يجري الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين اتُّفق على إطلاق سراحهم يوم السبت.
وأوضح مرداوي في بيان على منصة تليغرام أن الحركة لن تتفاوض مع الاحتلال عبر الوسطاء قبل تنفيذ الاتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، الذين كان من المفترض أن يجري الإفراج عنهم مقابل 6 أسرى إسرائيليين جرى إطلاق سراحهم وجثث 4 آخرين.
الاحتلال يراوغ
وفي الأيام الأخيرة، سلّمت كتائب القسام 10 أسرى إسرائيليين، بينهم 6 أحياء، إلى الصليب الأحمر الدولي لتسليمهم إلى إسرائيل، وذلك ضمن اتفاق ينص على إفراج إسرائيل عن 620 أسيراً فلسطينياً. ورغم تنفيذ حماس التزامها وفق الاتفاق، لم تفرج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين حتى الآن.
وفي وقت لاحق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قرار تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيستمر إلى حين ضمان إطلاق سراح الدفعة التالية من الأسرى الإسرائيليين، مع تأكيد رفض ما وصفها بـ"المراسم المهينة".
من جهتها، استنكرت حماس هذا التبرير الإسرائيلي، معتبرة إياه محاولة للتهرب من تنفيذ الاتفاق حول تبادل الأسرى. ورأى عزّت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن قرار نتنياهو تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يعكس مراوغات الاحتلال وتنصله من التزاماته.
في السياق نفسه، استمر الاحتلال في تعطيل الإفراج عن نحو 600 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة من اتفاق تبادل الأسرى، وسط مشاورات حكومية حول كيفية التعامل مع حماس. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن احتمالية استئناف القتال في حال استمرت حماس في موقفها.
وبثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد لأسيرين إسرائيليين وهما يشاهدان مراسم الإفراج عن أسرى آخرين من عين المكان في قطاع غزة، ويناشدان نتنياهو إكمال الاتفاق مع حماس لإطلاق سراح جميع الأسرى.
مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط
في سياق متصل، أعلن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زيارته المرتقبة للشرق الأوسط هذا الأسبوع لمتابعة مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس والاحتلال.
وقال ويتكوف إنه يتوقع المضي نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، ويجب تمديد المرحلة الأولى، حسب رأيه. وأضاف ويتكوف في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية، أن نتنياهو لديه "خط أحمر واضح"، هو أن "حماس لا يمكن أن تكون جزءاً من حكم غزة".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، إنه "قد يكون هناك تمديد لاتفاق غزة، وسنرى كيف تسير الأوضاع الأسبوع المقبل".
وأضاف في تصريحات لقناة فوكس نيوز أن "دعاية حماس عند إطلاق سراح الرهائن تؤثر بالتأكيد على آفاق المفاوضات"، مؤكداً أنه "لن يغضَّ الطرف" عن سلوك الحركة.
وبدعمٍ أمريكي، شنت إسرائيل حرباً على غزة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، التي تتضمن 3 مراحل تمتد كل منها 42 يوماً، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
يأتي ذلك فيما يواصل نتنياهو المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/شباط الجاري.
وتتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن أن نتنياهو وعد حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة، لإقناعه بالبقاء في الائتلاف الحكومي، ومن ثم منع انهياره.














