وقال الجيش في بيان، إنه "في سياق مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وخروقاته سيادة لبنان، عمدت عناصر من القوات المعادية إلى إدخال مستوطنين لزيارة مقام ديني مزعوم في منطقة العباد ببلدة حولا في الجنوب اللبناني".
وعدَّ الجيش ذلك "يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية".
وأضاف: "دخول مستوطنين من الكيان الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية هو أحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، لا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار".
وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين حزب الله وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" من هذا الحظر.
ولفت الجيش اللبناني إلى أنه "يتابع الموضوع (دخول المستوطنين للمقام الديني المزعوم) بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان".
ورغم أن البيان لم يحدد المقام الديني المذكور، فإن صحيفة "الأخبار" اللبنانية أشارت إلى أن الموقع المقصود هو "قبر العباد"، الذي تزعم إسرائيل أنه يعود إلى الحاخام "آشي"، فيما يؤكد لبنان أنه مقام "الولي الشيخ العباد".
وأوضحت الصحيفة المقربة من حزب الله أن الخط الأزرق عند رسمه عام 2000، قسم القبر إلى جزأين، أحدهما في الأراضي اللبنانية والآخر في المنطقة التي تحتلها إسرائيل.
ومع مرور السنوات، أقامت قوات الاحتلال سياجاً فوق الجزء المحتل من القبر، وبدأت بتنظيم زيارات للمستوطنين إليه، مع تجنب القسم اللبناني.
وخلال عدوانها الأخير، سيطرت القوات الإسرائيلية على القبر بالكامل وأزالت السياج الفاصل، وأشارت الصحيفة إلى أن المستوطنين تمكنوا للمرة الأولى اليوم من زيارة القبر بالكامل دون أي عوائق.
3 مصابين جنوبي لبنان
وأُصيب 3 أشخاص، الجمعة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة كفركلا الحدودية بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوبي لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بإصابة مواطنَين اثنين من فريق "جهاد البناء" المكلف بالكشف عن الأضرار التي خلَّفها العدوان الإسرائيلي في كفركلا، وإصابة شخص ثالث يحمل الجنسية السورية وُصفت حالته بالحرجة جراء إطلاق قوات إسرائيلية النار عليهم قبالة جدار البلدة.
ولفتت الوكالة إلى أن جنوداً إسرائيليين مشَّطوا بأسلحة رشاشة منطقة كروم الشراقي، شرقي بلدة ميس الجبل بقضاء مرجعيون.
وأوضحت أن هذه التطورات تأتي في إطار "سياسة العدو الهادفة إلى ترهيب الأهالي وإبعادهم" عن المنطقة.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 1091 خرقاً له، ما خلّف 84 قتيلاً و284 جريحاً على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و115 قتيلاً و16 ألفاً و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافةً إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/كانون الثاني الماضي، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/شباط الجاري.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الساعة موعداً رسمياً للانسحاب منها.
كما شرعت مؤخراً في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.





















