واقتحمت قوة من جيش الاحتلال قرية مركة جنوبي محافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وحاصرت منزلاً وسط إطلاق نار كثيف.

وقال شهود عيان إن قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة ترافقها وحدات خاصة اقتحمت القرية قبل أن تفرض طوقاً محكماً على أحد المنازل، بينما سُمعت أصوات إطلاق نار بشكل كثيف.

وحسب الأهالي، دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية إلى أطراف القرية، بينما منع الحركة في محيط المنزل المستهدف. وبينوا أن مروحية إسرائيلية من نوع "أباتشي" تحلق في سماء القرية.

وتشهد محافظة جنين منذ أسابيع تصعيداً إسرائيلياً لافتاً، مصحوباً بحصار منازل واعتقالات واشتباكات مسلّحة مع فلسطينيين يتصدون لتلك التوغلات، في عدد من البلدات والمخيمات.

وفي السياق ذاته اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء شاباً، وداهمت منزل أسير خلال اقتحامها مدينتي رام الله والبيرة.

وفي ساعة متأخرة من مساء الاثنين، قتلت قوات خاصة إسرائيلية فلسطينياً في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة واحتجزت جثمانه.

وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية الثلاثاء، إبلاغها وزارة الصحة بـ"استشهاد الشاب عبد الرؤوف خالد عبد الرؤوف أشتية (30 عاماً) من بلدة تل غربي نابلس، بعد تعرضه لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس، واحتجاز جثمانه".

وقالت الهيئة في بيان إن "الشاب قُتل خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي جرت شرقي نابلس"، دون تقديم تفاصيل إضافية.

ومساء الاثنين، أفاد جيش الاحتلال بوقوع تبادل لإطلاق النار مع فلسطيني في المنطقة، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن قوة من الجيش ووحدة "يمام" الخاصة حاصرت المبنى الذي كان يتحصن داخله الشاب، قبل أن تطلق عليه صواريخ مضادة للدروع.

وادعت القناة 12 العبرية الخاصة أن أشتية هو الشاب الذي تتهمه إسرائيل بتنفيذ عملية دهس في مايو/أيار 2024 أسفرت عن مقتل جنديين من لواء "كفير"، مضيفة أنه سلم نفسه للأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد الحادثة، وأن إسرائيل طالبت بتسليمه "لكن الفلسطينيين رفضوا"، حسب ادعائها.​​​​​​​ 

في السياق، قالت حركة حماس إن "جريمة الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشهيد المجاهد عبد الرؤوف أشتية في نابلس، تعكس حالة التوحش والدموية التي تتبناها حكومة الاحتلال المتطرف".

واعتبرت ذلك في بيان "محاولة بائسة لكسر إرادة المقاومة المتجذرة في الضفة الغربية".

وأضافت: "تأتي عملية اغتيال البطل أشتية، الذي كان من أبرز مطاردي الاحتلال في نابلس، بعد مسيرة جهادية حافلة بالبطولة، إذ نفذ عملية الدهس على حاجز عورتا، وأدت إلى مقتل جنديين من قوات الاحتلال، إضافة إلى مشاركته في سلسلة من عمليات إطلاق النار التي استهدفت قوات الاحتلال ونقاطه العسكرية".

وتأتي هذه التطورات في إطار الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من عامين، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين بدعم أمريكي.

وأسفرت تلك الاعتداءات بالضفة عن استشهاد أكثر من 1080 فلسطينياً وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، إلى جانب اعتقال ما يزيد على 20 ألفاً و500 شخص، وفق مصادر رسمية فلسطينية.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، منهياً إبادة إسرائيلية بغزة خلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب.