وتُعد هذه الجولة الأطول لترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض، إذ شهدت توقيعه اتفاقات تجارية ضخمة مع دول جنوب شرق آسيا، إلى جانب إشرافه على توقيع معاهدة سلام بين تايلاند وكمبوديا، أنهت أعنف مواجهات بين البلدين منذ عقود.
وقال ترمب في منشور على موقع "تروث سوشيال" قبل مغادرته كوالالمبور: "وقّعت اتفاقات تجارية مهمة وصفقات حول المعادن النادرة، والأهم أنني ساعدت في التوصل إلى معاهدة السلام بين تايلاند وكمبوديا. لا حرب! أنقذت ملايين الأرواح".
ومن المتوقع أن يبدأ ترمب زيارته إلى طوكيو بلقاء إمبراطور اليابان ناروهيتو في القصر الإمبراطوري، قبل أن يجتمع الثلاثاء مع رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايتشي، التي تولت منصبها الأسبوع الماضي كأول امرأة تقود الحكومة اليابانية.
وأكدت تاكايتشي في أول اتصال هاتفي مع ترمب أن "تعزيز التحالف بين اليابان والولايات المتحدة يمثل الأولوية القصوى" لحكومتها، مشيرة إلى استعداد طوكيو لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما سيكون أكبر تعزيز عسكري منذ الحرب العالمية الثانية.
وكان ترمب قد أعلن أنه حصل من اليابان على تعهدات استثمارية بقيمة 550 مليار دولار مقابل تخفيف بعض الرسوم الجمركية، بينما تسعى طوكيو إلى إقناع واشنطن بزيادة صادراتها من الشاحنات الأمريكية وفول الصويا والغاز الطبيعي.
وسيختتم ترمب جولته في كوريا الجنوبية الخميس، بلقاء مرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في محاولة لتفادي تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأكد ترمب في تصريحات أدلى بها في كوالالمبور أنه "يثق بالتوصل إلى اتفاق مع الصين" بعد تحقيق تقدم في محادثات نائبي وزيري الخزانة في البلدين.
كما أبدت الصين تفاؤلاً مشابهاً، مشيرة إلى تحقيق "توافق أولي" بشأن تسوية الخلافات التجارية، في وقت ارتفعت فيه مؤشرات الأسواق الآسيوية مع ترقب نتائج اللقاء المنتظر بين ترمب وشي.
في سياق متصل، قالت مستشارة أمنية لرئيس كوريا الجنوبية الاثنين إنها لا تعتقد أن اجتماعاً بين الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من المحتمل أن يحدث قريباً.
وقالت أو هيون-جو، نائبة مدير الأمن القومي في مكتب رئيس كوريا الجنوبية، للصحفيين إنها لا تملك معلومات ملموسة على الرغم من التكهنات في وسائل الإعلام حول اجتماع بين الزعيمين في أثناء زيارة ترمب لآسيا.
وكانت جولة ترمب قد تضمنت أيضاً توقفاً في الدوحة، حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى لقائه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في كوالالمبور، وسط تحسن ملحوظ في العلاقات الثنائية بعد أشهر من التوتر.
ومن المنتظر أن تشكل زيارة طوكيو وبوسان محطتين محوريتين في جولة ترمب الآسيوية، التي يسعى من خلالها إلى ترسيخ نفوذ الولايات المتحدة اقتصادياً ودبلوماسياً في مواجهة تصاعد الدور الصيني في المنطقة.








