سياسة
6 دقيقة قراءة
مصر وتركيا نموذج للتعاون الاقتصادي رغم الخلافات
بعيدا عن الخلافات سياسية، يجب الإشادة بالنموذج المصري-التركي في التعاون الاقتصادي، الذي قفز فوق خلافات سياسية عميقة بدأت منذ سبعة أعوام سابقة، كانت كفيلة بتدمير أي علاقات اقتصادية، في ظل بروز عديد من القضايا والتشابكات بين البلدين في عديد من الملفات.
مصر وتركيا نموذج للتعاون الاقتصادي رغم الخلافات
صادرات / AA
5 نوفمبر 2020

ويبدو حرص البلدين علي فصل المسارين السياسي والاقتصادي واضحاً، بل ودعم المسار الاقتصادي الذي تصاعد بشكل ملحوظ خلال الأعوام الاخيرة، بل وتطور الأمر إلى تعاون وتفاهمات بين الجهات الأمنية في البلدين عبر لقاءات بين أجهزة المخابرات أُعلِنَ عنها مؤخراً.

وبدأ الخلاف المصري التركي منذ عام 2013 عندما رفضت الحكومة التركية الانقلاب العسكري في مصر، واستضافت بعد ذلك قيادات المعارضة المصرية، وسمحت لهم بممارسة النشاط الإعلامي الذي آلم كثيراً النظام المصري، وتأجج الخلاف في الملف الليبي الذي دعمت فيه مصر مليشيات خليفة حفتر على حساب الحكومة الشرعية المعتَرف بها دولياً والمدعومة تركياً، ووصل الخلاف إلى حد التهديد المصري بالتدخل العسكري.

ورغم المبالغة المصرية في تحديد نقاط جغرافية بعيدة عن حدودها تعتبرها تهديداً لأمنها القومي فإن تركيا سرعان ما اعترفت بحق مصر في الحفاظ علي أمنها القومي، وأنها علي استعداد للتفاهم بشأن هذه النقاط.

وتعمق الخلاف في ملف غاز المتوسط كثيراً بتوقيعالدولة التركية عدة اتفاقيات مع حكومة الوفاق الليبية في ما يتعلق بالشأن البحري، وهو ما تقاطع مع مساعي مصر الحثيثة لتصبح مركزاً إقليمياً للغاز الطبيعي، وتزعُّمهامنتديغاز شرق المتوسط الذي أُعلِنَ عنه في مطلع عام 2019 بمشاركة سبع دول، ويهدف إلى تأمين احتياجات الأعضاء من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.

ورغم إجماعالمتخصصين في شأن الطاقة أن الاتفاقية التركية الليبية تخدم مصالح مصر وتحفظ حقوقها البحرية. إلا أن القاهرة سارعتبترسيمحدودها البحرية مع اليونان، علاوة على العديد من التفاهمات والزيارات عالية المستوى مع قبرص الرومية واليونان في موقف مضاد تماماً لموقف تركيا التي تتمسك بحقوقها كاملة في التنقيب عن الغاز والبترول في هذه المنطقة انطلاقاً من شرعية مياهها الاقتصادية.

وبعيداً عن هذه القضايا المتعددة والشائكة، والتراشق الإعلامي المستمر بين البلدين، إلا أن حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم يتأثر سلبياً بل وتعمق بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية ربما بصورة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهو الأمر الذي وصفه المراقبون بالدور الناجح للدبلوماسية الاقتصادية.

اقرأ أيضاً:

لماذا لا تساند بعض الأنظمة العربية تركيا في "المتوسط" رغم أنه يخدم مصالحها؟

ومع اقتراب موعد النظر - خلال ما تبقى من العام الحالي- في تجديدالاتفاقية التجارية والتي تسببت في طفرة العلاقات الاقتصادية بين البلدين والمبرمة في ديسمبر عام 2005 والتي دخلت حيز التنفيذ الفعلي في مارس عام 2007 لم تظهر أية بوادر من الجانبين تلمح إلى إمكانية إلغائها، أو حتى تحجيمها، وهو ما يؤكد حرص الطرفين على هذه العلاقات الاقتصادية، لاسيما بعدما أضحت أرقام التجارة بينهما رقماً مهماً يصعب تعويضه خاصة في ظل الظروف العالمية الحالية.

وكشفتقرير حديث للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر، ارتفاع حجم الصادرات إلى تركيا، بنسبة 9.7% في 2018 لتصل إلى 2.2 مليار دولار، مقارنة بـ 1.9 مليار دولار خلال عام 2017. في حينتناقصتالصادرات إلى 1.7 مليار دولار بنهاية عام 2019، وهو مايشكلقرابة 5.7% من إجمالي الصادرات المصرية، وتزداد أهمية هذا الرقم على ضعفه إذا نسب إلى إجمالي الصادرات المصرية غير البترولية والتي لم تتجاوز 17 مليار دولار خلال عام 2019، وكذلك باحتلال تركيا المركز الثالث بقائمة أكبر الدول المستوردة من مصر.

بالمقابل ارتفعحجم صادرات تركيا إلى مصر بنسبة 29% في 2018 ليبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار، مقارنة بـ2.3 مليار دولار في 2017، ثمازدادليبلغ 3.3 مليار دولار عام 2019، وعلى الرغم من ضعف الرقم نسبة إلى جملة الصادرات التركية التي اقتربت من 180 مليار دولار عام 2019، إلا أن التداعيات الاقتصادية السلبية على الاقتصاد العالمي والناجمة عن أزمة كورونا تعظم أهمية الأسواق التصديرية مهما كانت نسبتها، لاسيما في ظل الركود العالمي المتوقع خلال العامين المقبلين.

وشملتأبرز السلع التي استوردتها تركيا من مصر" اللدائن ومصنوعاتها، والأسمدة، والوقود، والزيوت المعدنية، والمنتجات الكيماوية، والقطن، والأجهزة الكهربائية، والشعيرات التركيبية أو الاصطناعية، والرمال، والملح، والملابس الجاهزة" ، وتشمل الصادرات التركية لمصر سلع "حديد التسليح، والأسمنت، والكيماويات، والمنسوجات، والسيارات، والسلع الكهربائية".

ولم يتوقف التعاون الاقتصادي بين البلدين عند حدود التبادل التجاري، فقدقدرتوزارة التجارة والصناعة المصرية حجم الاستثمارات التركية في مصر بنحو 5 مليارات دولار، تحتل بها تركيا المرتبة رقم 47 ضمن قائمة أهم الدول المستثمرة في مصر، وذلك من خلال المصانع التركية في المناطق الصناعية بمدن 6 أكتوبر وبرج العرب، وتقدرأعدادها بحوالي ٤١٨ منشأة صناعية، يعمل بها ٥٢ ألف عامل مصري.

يذكر أن جمعية رجال الأعمال الأتراك - المصريين، تأسست عام 2003 عبر 22 رجل أعمال، وحالياً تفوق الـ800 عضو، 90 منهم أتراك فقط والباقى مصريون، يديرون شركات في البلدينيبلغإجمالى استثماراتها نحو 8 مليارات دولار.

وطبقا لوزارة الثقافة والسياحة التركية فقد بلغعدد السياح المصريين إلى تركيا في عام 2019 حوالي 125 ألف سائح، فيمقابلعدد قليل لا يتجاوز الـ10 آلاف من السائحين من تركيا إلى مصر. علاوة على إقامةقرابة 3500 مواطن تركي في مصر.

يشير التصاعد الرقمي للعلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا إلى رغبة متبادلة من الطرفين على إبقاء المصالح الاقتصادية بعيدة عن أي توتر سياسي، وإعلاء مصالح الشعبين الاقتصادية، وهو نموذج قلما يوجد في بلدان الشرق الاوسط وربما بين دول العالم المختلفة، لذا يجب الإشادة به والتشجيع على أهمية استمراره وتحديه لأية صعوبات متوقعة.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
المغرب.. مجلس الأمن يصوت لصالح "الحكم الذاتي" في الصحراء والرباط تدعو لحوار أخوي مع الجزائر
تصعيد متواصل.. مقتل شخصين جراء قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
نزوح أكثر من 62 ألف سوداني من الفاشر.. و"الصليب الأحمر" تدعو لوقف الهجمات فوراً
الأمم المتحدة تدعو لتحقيق مستقل في مجازر الفاشر بالسودان
بعد تسريب فيديو تعذيب أسير فلسطيني.. المدعية العسكرية الإسرائيلية تقدم استقالتها
جيش الاحتلال يسلم جثامين 30 شهيداً إضافياً من غزة ضمن صفقة التبادل
ارتفاع حوادث العداء للمسلمين في فرنسا.. ومجلس إسلامي يطالب بلجنة تحقيق برلمانية
الأمم المتحدة: الضربات الأمريكية ضد مهربي المخدرات في أمريكا الجنوبية غير مقبولة
قتيل ومصاب في غارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية جنوب لبنان
اتفاق أفغاني-باكستاني على استئناف المحادثات بوساطة تركية وقطرية لحل القضايا العالقة
من قاعدة أمريكية.. كوريا الجنوبية ستطلق قمرها الاصطناعي العسكري الخامس
صحيفة: مطالب روسية بينها التنازل عن أراضٍ أوكرانية وراء إلغاء قمة ترمب-بوتين المرتقبة
راتب مجمّد وطائرة بلا وقود.. محامٍ يكشف تداعيات العقوبات الأمريكية على الرئيس الكولومبي
إيران: مستعدون لحوار منصف وتصريحات غروسي بشأن البرنامج النووي "لا أساس لها"
إسرائيل تبحث تصعيد هجماتها في لبنان بدعوى إعادة "حزب الله" بناء قدراته العسكرية
مقابل تأييد لرئيس وزرائه لوكورنو.. تراجع شعبية ماكرون إلى 11% في ظل الأزمة السياسية