وأضاف أردوغان، في تصريحات للصحفيين على متن طائرة عودته من قطر، أن الوجه الحقيقي لإسرائيل ينكشف أكثر مع كل تصعيد لعدوانها ضد الفلسطينيين، مشدداً على أن "حتى الذين تجاهلوا الأمر لسنوات بدؤوا يقولون إن هذا لم يعد ممكناً".
وتابع أردوغان أن اعتماد إعلان نيويورك من 142 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة غيّر جذرياً التوازن الدبلوماسي بخصوص القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن حل الدولتين، الذي دافعت عنه تركيا على المنابر الدولية، بات اليوم إرادة مشتركة لأغلبية دول العالم.
وأضاف أن هذا التحول نابع من إدراك المجتمع الدولي بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، مؤكداً أن اعتراف الدول الغربية بدولة فلسطين "سيضيّق الخناق أكثر على إسرائيل".
وفي تعليق على خطاب إسرائيل الأيديولوجي، قال أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وعصابته، لا ينشرون سوى خرافات الصهيونية الملفقة"، واصفاً فكرة "الأرض الموعودة" بأنها باطلة قانونياً ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن من يحكمون إسرائيل "ليسوا سوى شبكة قتلة حوّلوا فهمهم المتطرف إلى أيديولوجيا فاشية"، مضيفاً أن نتنياهو "قريب أيديولوجياً من هتلر، وسيفشل كما فشل الأخير".
ودعا أردوغان العالم الإسلامي إلى الرد على الهجوم الإسرائيلي "الدنيء" على الأنبياء والمقدسات بالحكمة والروية، وتطوير آليات التعاون الأمني والاستخباري وإدارة الأزمات بين الدول الإسلامية.
وعن جهود بلاده لمكافحة الإرهاب، شدد الرئيس التركي على أن مسيرة "تركيا خالية من الإرهاب" مستمرة بعزم واضح نحو الهدف، لافتاً إلى أن لجنة "التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية" تؤكد أن الهدف لا يقتصر على الأمن، بل يشمل الشرعية الديمقراطية. وأضاف: "وحدتنا وتضامننا سيتغلبان على كل التحديات وسيزيدان بلدنا قوة عندما تصل العملية إلى غايتها".
وبشأن الأوضاع في سوريا، كشف أردوغان أنه عقد اجتماعاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، مؤكداً أن إسرائيل "تضغط على سوريا من الجنوب وتحاول استنزافها بعقلية فرّق تسُد"، ومشدداً على أن تركيا "لن تترك سوريا وحدها".
وفي الملف الليبي، أوضح أردوغان أن أنقرة تؤمن بضرورة إقامة حوار بنّاء بين الشرق والغرب، مشيراً إلى أن تركيا دعمت الحكومة الشرعية في طرابلس، لكنها في الوقت ذاته طورت سياسات لفتح قنوات دبلوماسية مع الشرق، بما يعكس رؤيتها الإقليمية وجهودها متعددة الأبعاد من أجل تحقيق السلام.