سياسة
5 دقيقة قراءة
"وداعاً للحلم الأوروبي".. كيف تقسِّم حرب أوكرانيا دول الاتحاد؟
أحدثت الحرب في أوكرانيا انقساماً كبيراً داخل الاتحاد الأوروبي، تحديداً حول ملفات الدعم العسكري لكييف وفرض عقوبات على واردات الطاقة الروسية أو قبول البلاد كعضو داخل الاتحاد. فيما يقابل هذا الأمر سيادة خطاب "نهاية الاتحاد" على لسان عدد من قادته.
"وداعاً للحلم الأوروبي".. كيف تقسِّم حرب أوكرانيا دول الاتحاد؟
الحرب على أوكرانيا سببت تصدعات في الوحدة الأوروبية داخل الاتحاد
10 مايو 2022

وضعت الحرب في أوكرانيا دول الاتحاد الأوروبي في تخبط. إذ غطَّت لغة تضارب المصالح القُطرية على ردة الفعل الأوروبية، ونشبت بين مكونات الاتحاد خلافات بخصوص اختياراتها لدعم الدولة التي نكبها الهجوم العسكري أو التباس مواقفها من موسكو.

ومن أهم الملفات التي أججت الشقاق بين الأوروبيين الدعم العسكري للجيش الأوكراني، وبعد بلوغ الاقتتال شهره الثالث، لا تزال دول عديدة مرتبكة من توريد الأسلحة إلى كييف، مقابل أخرى تضغط بشدة في هذا السياق. كما وسَّع مطلب فك ارتباط أوروبا بالغاز والنفط الروسيين هذه الهوة، التي غدت تستثمر في النزاعات القائمة ما بعد الحرب.

فيما يضع هذا الوضع القادة الأوروبيين أمام ضرورة التحرك، في وقت يسود على لسانهم خطاب "نهاية الاتحاد" والدعوة إلى إطارات جديدة من أجل تحقيق "الحلم الأوروبي".

اعترافات بنهاية "الحلم الأوروبي"

إن "الجهود الرامية إلى بناء البيت الأوروبي المشترك باءت بالفشل في ظل الأزمة الأوكرانية-الروسية". هذا ما خلص إليه الرئيس الألماني مارك فالتر شتاينماير، خلال حديثه الأحد أمام الحاضرين في المؤتمر الاتحادي لاتحاد النقابات الألمانية بالعاصمة برلين.

مقصد الرئيس الألماني كان المحك الذي وضعت هذه الحرب النظم الأوروبية أمامه، إذ "كشفت لنا بطريقة وحشية أنه يتعيّن علينا حماية ديمقراطيتنا والدفاع عنها، داخلياً وخارجياً"، على حد قوله. وأضاف في إشارة إلى هذا المحك أن: "الشعب الألماني يريد مساعدة الأوكرانيين وتقديم مزيد من الدعم لهم إلا أنه يتخوف أيضاً من إمكانية أن تصبح بلاده طرفاً في الحرب"، كما أن لديهم مخاوف أيضاً "من التضخم أو الركود بسبب العقوبات المفروضة على روسيا".

في ذات السياق، وبنفس نبرة نظيره الألماني، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألا يكون الاتحاد الأوروبي الشكل الوحيد المنظم لـ "الديموقراطيات الأوروبية". قائلاً خلال حفل تنصيبه للولاية الثانية بأن "الحرب في أوكرانيا أظهرت الحاجة إلى عملية تفكير تاريخية"، وأن "منظمة أوروبية جديدة من شأنها تمكين الدول الأوروبية الديمقراطية التي تلتزم بقيمنا لإيجاد مساحة جديدة للتعاون السياسي".

ولم يتضح إن كان ما يقصده الرئيس الفرنسي منظمة بديلة للاتحاد الأوروبي، أو موازية له. بيد أن الخطاب لم يخلو من إشارة إلى احتدام النقاشات حول انضمام أوكرانيا للاتحاد ومنحها صفة المرشح التي قد يجرى الحسم فيها في يونيو/حزيران القادم. فقال: "نعلم جميعاً جيداً أن عملية الانضمام ستستغرق عدة سنوات، في الحقيقة، قد يستغرق الأمر عدة عقود"، وبالتالي "لا يمكن أن يكون الطريقة الوحيدة لهيكلة القارة الأوروبية على المدى القصير".

كيف تقسم حرب أوكرانيا دول الاتحاد؟

وتكشف النقاشات الأوروبية حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد هوة كبيرة بين الفرقاء داخل المنظمة، والذين انقسموا بين من يدعوا إلى تسريع العملية، ومن يرفض ذلك بشكل تام. وفي هذا الصدد قالترئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، إنها مستعدة لرفع السرية عن عملية التصويت في عدد من الملفات المطروحة أمام المجلس الأوروبي، ما قرئ فيه تلميح لعملية التصويت بمنح أوكرانيا صفة المرشح للانضمام.

ومن المرجح أن يزيد رفع السرية المقترح من قبل فون دير لين شدَّة الصدام بين الدول الأوروبية، التي ستصبح مواقفها منكشفة أمام جبهتها الداخلية قبل الخارجية، وبالتالي تعرضها للضغط أثناء اتخاذ القرارات.

من جهة أخرى لا يزال النقاش حول الاستمرار في استهلاك الموارد الطاقية الروسية يؤجج الخلاف بين الأوروبيين، خصوصاً بعد قطع موسكو وارداتها من الغاز على كل من بولندا وبلغاريا، وإعلان هنغاريا بالمقابل امتثالها لطلبات الروس بالدفع بالروبل. بينما لا تزال ألمانيا تتزود بتلك الموارد الطاقية، رغم دعواتها العلنية للتخلي عنها، إذ كشفت دراسات كون برلين أكبر زبون للغاز الروسي منذ اندلاع الحرب بأوكرانيا.

كما أن العديد من الدول الأوروبية مترددة بشأن تصدير الأسلحة الثقيلة، مثل الدبابات أو الطائرات المقاتلة، لأوكرانيا وسط مخاوف من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي رسمياً إلى تصعيد الحرب، وإلى صراع مباشر بين روسيا والدول الأعضاء. هذا رغم دعوة أورسولا فون دير لين الحكومات الأوروبية إلى تسريع تقديم المساعدات العسكرية، لأنه "بهذه الطريقة فقط يمكن لأوكرانيا البقاء في معركتها الدفاعية الحادة ضد روسيا".

مصدر:TRT عربي
اكتشف
إعصار "فونغ وونغ" يتجه نحو تايوان ويخلّف 25 قتيلاً في الفلبين
"رسالة دعم ومؤازرة".. البرهان يبحث مع وزير الخارجية المصري الأوضاع في السودان
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع ميزانية مؤقتة لإنهاء الإغلاق الحكومي
12 قتيلاً في تفجير قرب محكمة في العاصمة الباكستانية.. ووزير الداخلية: انتحاري فجّر عبوة ناسفة
العراق.. بدء التصويت العام في الانتخابات البرلمانية والسوداني: تجري في أجواء آمنة
قتيل في غارات للاحتلال على جنوبيّ لبنان.. وعون: جيشنا وحده مسؤول عن بسط سلطة الدولة
"أطباء السودان" تؤكد احتجاز الدعم السريع آلاف المدنيين بالفاشر.. ومنظمات أممية تطالب بالتدخل
مصر.. بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب ضمن المرحة الأولى
مجلس الشيوخ الأمريكي يتوصل إلى اتفاق لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد
"الهجرة الدولية" تؤكد نزوح نحو 89 ألف شخص من الفاشر السودانية منذ أسبوعين
الرئيس اللبناني يُبلغ وفداً أمريكياً بتطبيق بلاده إجراءات منع تهريب الأموال
انتهاء التصويت الخاص في الانتخابات البرلمانية العراقية ونسبة المشاركة تتجاوز الـ82%
استقالة المدير العام والرئيسة التنفيذية لـBBC بسبب وثائقي عن ترمب
مصرع شخص وإصابة اثنين جراء تحطم مروحية بولاية تينيسي الأمريكية
الجيش السوداني يصد هجوماً لـ"الدعم السريع" على مدينة بابنوسة
تصويت مرتفع في انتخابات العراق البرلمانية.. ومسؤولون: التصويت يجري بشفافية عالية
جرحى فلسطينيون وممتلكات مدمرة في هجمات مستوطنين شمال وجنوب الضفة
ماليزيا.. مصرع امرأة وفقدان نحو 290 شخصاً في غرق قارب مهاجرين
"الدعم السريع" تحرق وتدفن مئات الجثث في الفاشر.. والأمم المتحدة تحذر من تفاقم أزمة النزوح
العراق يبدأ التصويت الخاص لأكثر من 1.3 مليون عسكري ضمن الانتخابات البرلمانية