ووفق مصادر طبية وشهود عيان، استهدف القصف الإسرائيلي منازل وتجمع مدنيين ومنتظري مساعدات في مناطق القطاع.
وفي أحدث الهجمات، قتل جيش الاحتلال فلسطينيين اثنين وأصاب عدداً آخر في قصف استهدف منزلاً لعائلة أبو سلطان في شارع أحمد ياسين شمالي مدينة غزة.
كما استشهد 3 فلسطينيين بغارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً لمدنيين في حي الكتيبة بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
فيما أصيب 17 فلسطينياً بغارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي بخان يونس.
مدينة غزة
وفي منطقة "التُوَام" شمال غرب مدينة غزة، استشهد 14 فلسطينياً وأصيب عدد آخر، ولا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال بقصف منزل مأهول لعائلة السلطان.
وفي حي الشيخ رضوان، استشهد 4 فلسطينيين آخرين إثر استهداف جيش الاحتلال تجمعاً لمدنيين، كما أسفر قصف آخر على تجمع مماثل في الحي ذاته عن استشهاد فلسطينيين اثنين.
وبالتزامن، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف وتفجير لمنازل وبنايات سكنية بواسطة روبوتات مفخخة في محيط بركة الشيخ رضوان، وأطلق وابلاً من قذائف المدفعية والرصاص من الآليات المتوغلة في المنطقة.
وامتد القصف المدفعي الإسرائيلي ليستهدف عدة مناطق على امتداد شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
كما قصفت المقاتلات الإسرائيلية "مدرسة أبو عاصي" التي تؤوي مئات النازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بعد إنذار بإخلائها، دون أن يتضح على الفور إن كان ذلك قد تسبب بوقوع إصابات من عدمه.
إلى ذلك، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 فلسطينيين باستهداف تجمع لمدنيين قرب مسجد علي في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
كما استشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر باستهداف إسرائيلي لشقة سكنية بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وسط القطاع
وفي وسط القطاع، قتل جيش الاحتلال فلسطينياً في إطلاق نار استهدف منتظري مساعدات قرب نقطة "نتساريم".
وأُصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية استهدف خيمة نازحين في محيط "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح.
كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها باتجاه مناطق شرق دير البلح وسط القطاع.
جنوب القطاع
في مدينة خان يونس، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي الموظف بوزارة الصحة الفلسطينية أمين أبو مسلم بنيران مسيّرة داخل ساحة "مستشفى ناصر".
تهجير المدنيين
قال جهاز الدفاع المدني في غزة، إن إسرائيل تسعى لإحداث زعزعة داخل الأحياء السكنية في مدينة غزة، لا سيما المكتظة بالسكان المدنيين.
وأضاف في بيان: "يتعمد الاحتلال قصف بعض المنازل والمربعات السكنية داخل هذه الأحياء بهدف دفع سكانها إلى النزوح نحو وسط وجنوب قطاع غزة، غير مكترث بالظروف الإنسانية المأساوية التي يعيشها السكان".
وأشار إلى أنه استقبل مناشدات من عائلات فلسطينية يجري تحذيرها لإخلاء منازلها، مؤكداً "أنهم يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد أماكن تؤويها داخل مدينة عزة، فتضطر بعد ساعات قليلة للعودة إلى منازلها التي تضررت بفعل تدمير المباني السكنية المجاورة لها، وسط مخاطر كبيرة على حياتهم".
وتابع أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ مخططه لدفع المدنيين بمدينة غزة للنزوح من مساكنهم نحو مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وإذ نطالب العالم الحر بالخروج عن صمته وإجبار الاحتلال الإسرائيلي للتوقف عن مخططه التهجيري للمدنيين".
“أسوأ وضع إنساني”
في السياق، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" الجمعة، بأن الأوضاع الإنسانية والطبية في قطاع غزة وصلت إلى "أسوأ ما يمكن تصوره"، وذلك جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ نحو عامين.
وفي تصريح قال أحمد أبو وردة، مدير الفعاليات الطبية للمنظمة في "مستشفى ناصر" إن الوضع العام في قطاع غزة "كارثي".
وأوضح أن جميع المستشفيات التي ما زالت تقدم خدماتها جزئياً تكافح للتكيف مع العدد الكبير من المرضى والجرحى، وشغور المستشفيات، ونقص الإمدادات.
وأكد أبو وردة نقص المستلزمات الطبية في جميع أنحاء القطاع، وأن الجرحى والمصابين بأمراض مزمنة يكافحون للحصول على أدويتهم.
وأضاف: "وصلنا إلى أسوأ وضع يمكن تصوره، إنسانياً وطبياً، الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي".
ووصف طلب إسرائيل إخلاء مدينة غزة بأكملها بأنه "مأساوي"، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين في غزة يقيمون في المدينة، ويعلمون أنه لا مكان آخر يلجؤون إليه.
وشدد على أن جميع الفلسطينيين في غزة يكافحون حالياً لتوفير الاحتياجات الأساسية، من الماء إلى الطعام.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة 64 ألفاً و718 شهيداً، و163 ألفاً و859 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 411 فلسطينياً بينهم 142 طفلاً.