وبحسب النتائج الأولية غير الرسمية التي أعلنتها وكالة "أسوشيتد برس"، حصل ممداني (34 عاماً) على 50.4% من الأصوات، متقدماً على أقرب منافسيه، المرشح المستقل أندرو كومو، بفارق نحو 9 نقاط مئوية، بينما نال كومو 41.6%، ومرشح الحزب الجمهوري كورتيس سليا 7.2%.
وممداني أول مسلم يفوز بهذا المنصب في المدينة الأكبر والأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة، ومعروف بمواقفه المؤيدة لحقوق الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة على مدى العامين الماضيين. وقال ممداني في خطاب فوزه الأربعاء،: "أنا مسلم، أنا اشتراكي ديمقراطي، أرفض الاعتذار عن أي من هذا".
ويبلغ عدد سكان نيويورك نحو 8.5 مليون نسمة، بينهم أكثر من 950 ألف يهودي، ما يجعل من فوز ممداني حدثاً استثنائياً في المشهد السياسي الأمريكي.
ويرى محللون أن فوز ممداني يعزز توجهاً متصاعداً داخل الحزب الديمقراطي بين الشباب والأقليات نحو العدالة الدولية ورفض السياسات الإسرائيلية، وخصوصاً بعد حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن 68 ألفاً و875 شهيداً فلسطينياً، و170 ألفاً و679 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء.
تغير في المزاج الأمريكي
السفير المصري السابق محمد مرسي قال، إن فوز ممداني يعكس "رياح تغيير في المزاج الأمريكي تجاه إسرائيل"، مؤكداً أن النتيجة "جاءت رغم أنف ترمب وجانب من جماعات الضغط اليهودية".
أما الباحث الفلسطيني إبراهيم المدهون فوصف الفوز بأنه "انتصار أخلاقي وكسر لقواعد السياسة الأمريكية"، مشيراً إلى أن ممداني "أعلن تأييده لفلسطين ورفض الإبادة، ولم تهزه حملات التشهير".
الأكاديمي المصري المقيم في نيويورك حسام فخر اعتبر أن ممداني سيكون "العمدة رقم 111 والأصغر سناً والأول من أصول جنوب آسيوية ومن المسلمين الذين يقودون هذه المدينة"، مضيفاً أن هذا الفوز "يشكل زلزالاً سياسياً حقيقياً يضع الساسة الأمريكيين أمام اختبار بالغ الصعوبة".
ولفت فخر إلى أن "انتقاد إسرائيل قبل سنوات قليلة كان يُعد انتحاراً سياسياً، أما اليوم فمرشح يتعهد بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لو وطأت قدمه نيويورك يفوز برئاسة بلديتها التي تضم أكبر تجمع يهودي خارج إسرائيل".
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، بينما تعهد ممداني سابقاً بتنفيذ المذكرة إذا دخل نتنياهو المدينة.
تفاعل واسع وسخرية سياسية
وكتب الإعلامي الساخر باسم يوسف على منصة إكس: "يفوز ممداني في اليوم نفسه لوفاة ديك تشيني؟ يا له من أمر إلهي!"، في إشارة إلى المفارقة بين صعود سياسي شاب من أصول مهاجرة وسقوط أحد رموز الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط.
أما الإعلامي المصري حافظ الميرازي فقال، إن "أهمية فوز ممداني لا تكمن فقط في تغلب شاب مهاجر على مرشح مدعوم من النخب، بل في استعادة الثقة بقدرة النظام الديمقراطي الأمريكي على التغيير السلمي"، فيما وصف الكاتب جمال سلطان النتيجة بأنها "هزيمة مذلة للوبي الإسرائيلي في أمريكا للمرة الأولى في تاريخها".
وفي السياق ذاته، كتب الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي أن النتيجة "هزيمة لترمب والجمهوريين، وانتصار مستحق للديمقراطيين"، بينما أشار الإعلامي القطري جابر الحرمي إلى أن ممداني فاز "رغم حملات التشويه الضخمة وتمويل المليارديرات الداعمين لإسرائيل".
من جهته، رأى الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان أن النتيجة "تشكل تسونامي تغييراً وانتصاراً لدماء الشهداء في غزة ولبنان واليمن وأفغانستان، وهزيمة ساحقة لإمبراطورية الضلال والإبادة التي يتزعمها نتنياهو ويتبعه فيها ترمب".
أما المؤثر السعودي خالد حبش فقال، إن فوز ممداني "هزيمة للصهاينة في عقر دارهم، وهزيمة لأجندة الإسلاموفوبيا في المدينة التي انطلقت منها بعد أحداث سبتمبر/أيلول (2001)".
واختتم المؤثر الفلسطيني بلال نزار ريان بالقول إن "فوز ممداني يعد بداية مرحلة جديدة يُعاد فيها تشكيل الوعي والسياسة في أمريكا والعالم".














