جاء ذلك في كلمة ألقاها في حفل افتتاح العام الأكاديمي الجديد بجامعة دجلة بولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد. وأشار قورتولموش فيها إلى أن الشرق الأوسط، الذي يشهد منذ عقود صراعات مستمرة ويتحول اليوم إلى ساحة تنافس بين القوى الكبرى، يواجه تحديات متزايدة تتطلب حلولاً جذرية.
وأوضح أن الهجوم الإسرائيلي الأخير يعكس استمرار النهج العدواني نفسه الذي استهدف في السابق دولاً عدة من بينها لبنان وسوريا وإيران وتونس وقطر.
ولفت إلى أن العدوان على جنوب لبنان جاء في وقت ساد فيه اعتقاد بأن مناخ سلام جديد سيتشكل في المنطقة وأن السلام قد تحقق في غزة بعد عامين (من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع).
وأكد في هذا الإطار أن "إسرائيل العدوانية أثبتت مرة أخرى عدم رغبتها في السلام في المنطقة من خلال قصف مناطق الأبرياء بجنوب لبنان بلا رحمة"، وأضاف أن "الكيان الصهيوني وصل إلى مرحلة بات لا يعرف التوقف عندها، ويسعى لتحويل المنطقة إلى بحيرة دماء أكبر بفضل الدعم الذي يتلقاه".
وأكد قورتولموش أن الاعتداء "لا يمكن القبول به أو تبريره تحت أي ظرف"، مشدداً على أن السلوك الإسرائيلي بات "مشكلة حقيقية لشعوب الشرق الأوسط".
وجدد دعم تركيا للبنان قائلاً: "نقف إلى جانب الشعب اللبناني، وندين إسرائيل بأشد العبارات، حان الوقت لأن تستيقظ شعوب المنطقة وتدافع عن هويتها ومستقبلها المشترك".
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، 12 غارة على الأقل على بلدات بجنوب وشرق لبنان في تصعيد لافت لخروقات اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله".
شملت الغارات أقضية النبطية وصيدا ومرجعيون وبنت جبيل (جنوب) وبعلبك، حسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وشجب الرئيس اللبناني جوزاف عون، في منشور على منصة شركة "إكس" الأمريكية "الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت ليل اليوم (الخميس) بلدات عدة في الجنوب وطاولت منشآت مدنية".
ومع بدء الإبادة الإسرائيلية في غزة، دخل "حزب الله" على خط المواجهة في إطار إسناد القطاع، لتبدأ مواجهات متبادلة من جيش الاحتلال حولتها تل أبيب في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى. وفي تحدٍّ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.