وقال شهود عيان، إن "قوات الدعم السريع" هاجمت البلدة صباح الاثنين بعدد كبير من السيارات المدججة بالأسلحة، وذكروا أن "قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات بحق المواطنين، شملت الترويع وحرق ممتلكات، فضلاً عن نهب محال تجارية بالبلدة".
بدورها، ادعت "قوات الدعم السريع" في بيان، أن قواتها سيطرت على البلدة "بعد أن كبدت قوات الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات".
وتقع بلدة أم دم حاج أحمد على بعد 67 كيلومتراً من مدينة بارا، و120 كيلومتراً عن مدينة الأُبيّض عاصمة شمال كردفان.
من جانبه، طالب رئيس وزراء السودان، كامل إدريس، المنظمات الدولية "بالتدخل فوراً"، في حين دعا حاكم إقليم دارفور مني مناوي إلى حماية المدنيين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك بعدما أعلنت قوات الدعم السيطرة على المدينة، وسط اتهامات بارتكابها جرائم في المنطقة.
وقال رئيس وزراء السودان، في تصريحات لوسائل إعلامية، إن "على المنظمات الدولية التدخل فوراً في ضوء تقارير عن تعامل الدعم السريع بالفاشر وبارا (في ولاية شمال كردفان، سيطرت عليها قوات الدعم السبت)"، واعتبر أن ما يحدث في الفاشر "يشكل جرائم حرب وتطهيراً على أساس عرقي".
من جانبه، قال مناوي في منشور عبر منصة إكس إن "سقوط مدينة الفاشر لا يعني التفريط بمستقبل دارفور لمصلحة جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة"، مشدداً على أن "كل شبر من أرض السودان سيعود لأهله"، وطالب "بحماية المدنيين، والإفصاح عن مصير النازحين، وتحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع بعيداً من الأنظار".
"تصفية مئات المدنيين"
وفي سياق متصل، اتهمت هيئتان سودانيتان، اليوم الاثنين، "قوات الدعم السريع" بتصفية مئات المدنيين في ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان غربي وجنوبي البلاد.
وقالت شبكة أطباء السودان (أهلية)، في بيان: "ارتكبت الدعم السريع مساء أمس (الأحد) بمدينة الفاشر (مركز شمال دارفور) جريمة بشعة"، وأوضحت أن هذه القوات "أقدمت على قتل مواطنين عُزّل على أساس اثني في جريمة تطهير عرقي".
و"تفيد تقارير فرقنا الميدانية بأن أعداد الضحايا تفوق العشرات، في ظلّ صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب الانفلات الأمني الكامل الذي تسببت فيه الدعم السريع"، بحسب الشبكة، كما أفادت بأن "قوات الدعم السريع نهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات، لتُجهز على ما تبقّى من مقومات الحياة والرعاية الصحية".
بدورها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (لجنة إغاثية)، عبر بيان الاثنين، "يتعرض الأبرياء الخارجيون من الفاشر لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي"، واعتبرت أن "الصمت أو الحيادية في مواجهة هذه الانتهاكات لا تعني سوى التواطؤ مع الظالمين".
والأحد، تواصلت اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في الفاشر، وسط ادعاءات الأخيرة باستيلائها على مقر الجيش بالمدينة، فيما لم يصدر تعقيب من الأخير.
إلا أن "المقاومة الشعبية" بالفاشر (متطوعون يقاتلون بجانب الجيش)، أكدوا، في بيان، أن "المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات مليشيا الدعم السريع".
واعتبر أن هذه القوات "تشن حملة إعلامية مضللة ومفضوحة، لإثار الهلع والرعب بشأن (ادعاء) دخولها لمقر رئاسة الفرقة السادسة مشاة للجيش، وكأنه يعني سقوط الفاشر".
وتعاني آلاف الأسر في المدينة المحاصرة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، مع انعدام الإمداد نتيجة للحصار، ما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن تحت خطر المجاعة والأوبئة.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تحاصر "الدعم السريع" الفاشر ، فيما يسعى الجيش لكسر الحصار عن المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حرباً لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل جراء الحرب المتواصلة نحو 20 ألف شخص، وتشرد أكثر من 15 مليوناً بين نازح ولاجئ وفقاً لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.










