وتشهد الفاشر منذ أيام اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، إثر هجوم تشنّه الأخيرة على المدينة المحاصرة من خمسة محاور، في محاولة لبسط السيطرة عليها لما لها من أهمية استراتيجية.
وقالت المنظمة الدولية في بيان، إن "فرق تتبُّع حركة النزوح الميدانية أفادت اليوم بنزوح ما بين 2500 و3000 شخص بسبب الاشتباكات الدائرة في الفاشر".
وأوضح البيان أن "هذه الأرقام الأولية مرشحة للارتفاع وقابلة للتغيُّر، لاستمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح".
ووفقاً للفرق الميدانية، أفادت التقارير بنزوح بعض الأشخاص إلى مواقع داخل الفاشر، وقد يتجهون نحو منطقة طويلة و(مدينة) مليط بشمال دارفور، تبعاً للظروف الأمنية وقيود الحركة، بحسب البيان.
ولفتت المنظمة الدولية إلى أنه "قبل الاشتباكات التي أُبلِغَ عنها اليوم، نزح ما يقدر بنحو 2000 شخص من مدينة الفاشر خلال الفترة الممتدة بين 23 و25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري".
وأشارت إلى أن التقارير الأولية من الفرق الميدانية أوضحت أن الأشخاص نزحوا إلى مواقع مختلفة في أنحاء الفاشر و"طويلة" في شمال دارفور.
“ممر آمن للمرعوبين”
في السياق نفسه طالب توم فليتشر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بتوفير ممر آمن للمدنيين المحاصَرين في مدينة الفاشر السودانية.
وقال فليتشر في بيان: "مع تقدم المقاتلين داخل المدينة وقطع طرق الهرب، أصبح مئات آلاف المدنيين محاصرين ومرعوبين يتعرضون للقصف ويتضورون جوعاً ولا يحصلون على الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان".
والأحد تواصلت اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في الفاشر، وسط ادّعاءات الأخيرة بسيطرتها على مقرّ الجيش بالمدينة، فيما لم يصدر تعقيب من الجيش والقوات المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه بشأن ذلك.
إلا أن "المقاومة الشعبية" بالفاشر (متطوعون يقاتلون بجانب الجيش) أكدوا في بيان، أن "المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات مليشيا الدعم السريع"، معتبرة أن الأخيرة "تشنّ حملة إعلامية مضلّلة ومفضوحة، لإثارة الهلع والرعب بشأن (ادعاء) دخولها لمقرّ رئاسة الفرقة السادسة مشاة للجيش، كأنه يعني سقوط الفاشر".
وتحاصر "الدعم السريع" الفاشر منذ 10 مايو/أيار 2024، فيما يسعى الجيش السوداني لكسر الحصار عن المدينة، التي تُعَدّ مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حرباً لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص وتَشرَّد أكثر من 15 مليوناً بين نازح ولاجئ، وفقاً لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.













