13 سنة مرت على هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد سفينة مافي مرمرة التركية / صورة: AA (AA)
تابعنا
يصادف الأربعاء 31 مايو/أيار الذكرى 13 للهجوم الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة التركية التضامنية، قرب شواطئ قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد 10نشطاء أتراك.

وحملت السفينة، التي أقلَّت على متنها نحو 750 ناشطاً حقوقياً وسياسياً من 37 دولة أبرزها تركيا، مساعدات إنسانية لإغاثة المحاصَرين بغزة. كما سعت تلك السفينة لتحقيق هدف أساسي وهو "كسر الحصار الإسرائيلي البري والبحري عن قطاع غزة"، لكن إسرائيل اعترضت السفينة في 31 مايو/أيار لعام 2010، وشنّت قوات تابعة لسلاح البحرية هجوماً أودى بحياة 10 متضامنين أتراك وإصابة 56 آخرين.

وبشكل سنوي، يُحيى ناشطون فلسطينيون (في الداخل والخارج) وأوروبيون وأتراك ذكرى مافي مرمرة، عبر فعاليات ووقفات احتجاجية. ودائماً ما يطالب هؤلاء الناشطون المجتمع الدولي بـ"محاسبة إسرائيل على الجريمة التي اقترفتها في هجومها على سفينة مافي مرمرة، وإجبارها على فك الحصار عن القطاع".

تفاصيل الهجوم

أبحرت سفينة مافي مرمرة من ميناء لارنكا القبرصي في مايو/أيار 2010، بعد عدة أشهر قضتها في الاستعداد لهذه "المغامرة"، إذ أكّد مراقبون قُبيل انطلاق السفينة أنها قد تتعرض للاستهداف الإسرائيلي. وأشرف على استعدادات مرمرة مجموعة من منظمات الإغاثة الدولية والتركية، من بينها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH).

وفي 31 مايو/أيار 2010، حينما اقتربت السفينة من شواطئ قطاع غزة في المياه الدولية، حاصرتها مجموعة من قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، واقتحمتها وأطلقت النار على المتضامنين. وأدت تلك العملية العسكرية الإسرائيلية إلى استشهاد 9 ناشطين أتراك، فيما توفي الناشط التركي العاشر أوغور سليمان سويلماز، متأثراً بجروحه في إحدى مستشفيات العاصمة أنقرة يوم 23 مايو/أيار 2014. كما اعتقلت القوات البحرية الإسرائيلية آنذاك جميع الناشطين الذين كانوا على متن السفينة، وأفرجت عنهم بعد يومين من الاعتقال.
العلاقات التركية–الإسرائيلية
أدّت الحادثة إلى توتر العلاقات الرسمية بين إسرائيل وتركيا، ما دفع الأخيرة إلى سحب سفيرها من تل أبيب. أما إسرائيل فقد رجعت تلك الحادثة إلى عدم حصول السفينة على إذن رسمي منها لدخول شواطئ قطاع غزة. واشترطت تركيا على إسرائيل، لعودة العلاقات بين الطرفين، الاعتذار بشكل رسمي عن الحادثة، وتقديم تعويضات لضحايا سفينة مافي مرمرة، ورفع الحصار عن قطاع غزة. ولم تتّخذ إسرائيل في ذلك الوقت أي خطوات في هذا الاتجاه، ما دفع تركيا إلى تخفيض علاقاتها مع إسرائيل إلى أدنى مستوى، إذ خفّضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلّقت جميع الاتفاقات العسكرية بين الجانبين.
ونُقل ملف الاعتداء على السفينة إلى المحافل القضائية الوطنية والدولية، في تركيا والولايات المتحدة وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وغيرها من البلدان. كما نُقل الملف على الصعيد الدولي إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.
وفي 28 مايو/أيار 2012، رُفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل تتعلق بالاعتداء على مافي مرمرة في النيابة العامة بولاية إسطنبول، وضمّت الدعوى المرفوعة أسماء 490 شخصاً من 37 دولة.

تضامن إقليمي ودولي

ويعتبر مسؤولون غير حكوميين وناشطون فلسطينيون أن الهجوم الإسرائيلي على سفينة التضامن التركية مافي مرمرة عام 2010 ساهم في زيادة وتيرة حركة التضامن الإقليمي والدولي مع قطاع غزة.

ورأى هؤلاء، في أحاديث منفصلة، أن سفينة مافي مرمرة بالإضافة إلى موقف الحكومة والأحزاب التركية منحت القضية الفلسطينية ثقلاً، خصوصاً في المحافل الدولية.

قال ممثل اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أنور عطا الله إن حادثة سفينة مافي مرمرة "تعبّر عن وحدة الشعبين التركي والفلسطيني، خصوصاً أن الفلسطينيين يقدّرون دائماً جهود الشعب والحكومة والأحزاب التركية التي تقف إلى جانبهم".

وأضاف أن "الشعب التركي بعاطفته المميزة تجاه الفلسطينيين قاد أسطول الحرية عام 2010 وفتح الباب أمام تزايد وتوسع حركة التضامن مع القطاع المحاصر".

وتابع: "أعادت هذه السفينة القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأوصلت صوت القطاع المحاصر إلى كل أنحاء العالم الذي تحدث باستفاضة عن حصار غزة آنذاك".

أقوى حملات الدعم لفلسطين

المفكر السياسي ومدير مركز بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات (غير حكومي) أحمد يوسف، قال إن "سفينة التضامن التركية مافي مرمرة كانت من أقوى الحملات الداعمة للفلسطينيين، خصوصاً وسط ما رافقها من مواقف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو الأحزاب التركية المختلفة".

وأضاف: "هذه المواقف أعطت القضية الفلسطينية وزناً كبيراً (...) صوت تركيا كان في الأمم المتحدة والمنطقة الأوروبية داعماً للفلسطينيين".

وأوضح أن حادثة سفينة مافي مرمرة تدلل على أن "الشعب التركي بكل مشاعره يقف بجانب الفلسطينيين".

وأشار في هذا السياق إلى أن حصول فلسطين في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 على صفة مراقب (غير عضو) في الأمم المتحدة "ساهمت فيه بشكل كبير جهود تركيا التي كان لها دور في دعم القضية دولياً، إذ مثّلت سنداً حقيقياً وقوياً للفلسطينيين".

بدوره، طالب ممثل مكتب IHH في غزة أشرف يلماز المجتمع الدولي بـ"الوقوف عند مسؤولياته والضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن القطاع".

وقال: "في ذكرى سفينة مرمرة واستشهاد 10 من إخواننا الأتراك، نترحم على شهداء الحرية الذين أناروا بدمائهم طريق الكرامة لغزة وفلسطين".

وتفرض إسرائيل على سكان غزة البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة حصاراً مشدداً منذ منتصف 2007 تسبب بارتفاع نسبة الفقر إلى 61.6% والبطالة إلى 47%.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً