ضاعفت شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "إلبيت سيستمز" من إنتاجها للأسلحة تزامناً مع الحرب في غزة. / صورة: Reuters (Tim Chong/Reuters)
تابعنا

ضاعفت شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، التي تعمل في مجال التكنولوجيات العسكرية، من إنتاجها كي تلبي حاجة الجيش الإسرائيلي إلى العتاد خلال المجازر التي ترتكبها في غزة. ونقلت رويترز، يوم الثلاثاء، عن إدارة الشركة إعلانها مضاعفة الإنتاج وزيادة أرباحها الفصلية.

وتستفيد الشركة أيضاً من فرصة لتجربة أسلحتها في ساحات معارك فعلية في غزة، وهو ما يجعلها أكبر شريك لجيش الاحتلال في المجازر الحاصلة في حق الفلسطينيين، ويضعها على رأس لوائح المقاطعة وهدفاً رئيسياً للنضالات المناصرة للفلسطينيين.

أخطبوط السلاح الإسرائيلي وتجاربه في غزّة

تعدّ "إلبيت سيستمز" أكبر مصنِّع سلاح في إسرائيل، وتزود الجيش الإسرائيلي بجزء كبير من العتاد الذي يحتاجه في عدوانه على الفلسطينيين، بما في ذلك الصواريخ والقنابل والطائرات المسيّرة وأنظمة الرصد والإطلاق والحرب الإلكترونية، كما العديد من الذخائر وعلى رأسها القذائف المدفعية من عيار 155 ملم.

ووفق قاعدة بيانات الجيش الإسرائيلي، فإن شركة "إلبيت سيستمز" مصدر لـ85% من طائراته المسيّرة، و85% من أنظمة الرصد والإطلاق التي يستخدمها. ناهيك عن كون الشركة المقاول الرئيسي في بناء الجدار الحدودي الذكي حول غزة، الذي اختُرق خلال هجوم "طوفان الأقصى".

وحسب تقرير لمنظمة "لجنة أمريكا لخدمات الأصدقاء"، التي تعمل في مجال العدالة الاجتماعية والإغاثة والسلام، فإن "إسرائيل تستخدم بشكل روتيني أسلحة "إلبيت سيستمز" في ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين".

وتضيف المنظمة، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم مسيّرات هيرميس 450 و900، التي تصنعها "إلبيت سيستمز"، على نطاق واسع في الهجمات ومهام المراقبة في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان منذ عام 2006. وكانت هاتان المسيّرتان مسؤولتين على نحو 35% من الوفيات الناتجة عن القصف الإسرائيلي لغزة خلال حرب 2014.

وفي عام 2014، استُخدمت هاتان الطائرتان في غارتين منفصلتين أسفرتا عن مقتل أربعة أطفال فلسطينيين في أثناء لعبهم على شاطئ، فيما عُرف إعلامياً بـ"مجزرة الشاطئ" ووصفت بـ"جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2022، نشر الجيش الإسرائيلي مسيّرات هيرميس 450 مزوّدة بصواريخ لضرب "عشرات الأهداف".

وبالإضافة إلى هاتين الطائرتين، تصنع الشركة مسيّرة سكايلارك، التي تستخدم في الاستطلاع الجوي والتجسّس. وفي عام 2014، اعتقلت إسرائيل نحو 350 فلسطينياً بمساندة المسيّرة، خلال المداهمات الليلية شنّتها في الضفة الغربية.

وتواصل "إلبيت سيستمز" تطوير مسيّرات جديدة لتلبية الاحتياجات المحدّدة للجيش الإسرائيلي، وتجريبها على المدنيين الفلسطينيين.

في عام 2022، كشفت الشركة عن مسيّرة LANIUS Legion-X الجديدة، وهي مسيّرة انتحارية صغيرة وخفيفة الوزن، مصمّمة لحمل أسلحة فتاكة و"العمل في بيئات حضرية ضيقة"، وتجمع هذه الطائرة بين قدرات المراقبة والهجوم، وتعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

تربّح وتجارب على الفلسطينيين

وعن تجربة الأسلحة الجديدة على المدنيين في غزة، اعترف نائب الرئيس التنفيذي لـ"إلبيت سيستمز"، في تصريحاته لرويترز يوم الثلاثاء، بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية حثتهم على "التسليم المبكر للعقود القائمة" والاستفادة من برامج التطوير في الميدان، و"هذا في الواقع يسرع من إدخال منتجات جديدة في الجيش والقوات الجوية وما إلى ذلك (...) ونتطلع إلى استمرار هذا في المستقبل القريب أيضاً".

كما أضاف بأن الشركة حققت قفزة في الإيرادات الفصلية، ارتفعت من 1.35 مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار.

وليس غريباً على "إلبيت سيستمز" التربّح من دماء الفلسطينيين، إذ تمثّل مبيعات السلاح 90% من أرباح الشركة، و20% من أرباح الأسلحة عبر عقودها مع الجيش الإسرائيلي.

وحسب تقرير لـ"مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، جرى توثيق عمل شركة "إلبيت سيستمز" على أنه "أحد الأمثلة على توظيف الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين وأراضيهم وأماكن سكناهم من أجل تطوير الأسلحة وترويجها في العالم لجني الأرباح".

TRT عربي
الأكثر تداولاً