"ستبدأ قبل نهاية الشهر".. تعرّف ملامح أكبر حملة إعادة إعمار في تاريخ تركيا / صورة: AA (AA)
تابعنا

في الوقت الذي تتواصل فيه حملات تحديد وتقييم الأضرار الناجمة عن الزلازل، كشف وزير البيئة والتطور العمراني التركي مراد كوروم عن أن أكثر من 41 ألف بناء تضررت أو انهارت جراء عاصفة الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا الأسبوع الماضي. معلناً عن حملة إسكان جديدة ستنطلق في هذه الولايات قبل حلول نهاية الشهر الجاري.

وفي تصريح أدلى به من مركز التنسيق التابع لرئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) في ولاية غازي عنتاب، فجر الثلاثاء، قال الوزير كوروم: "فحصنا حتى الآن 307 ألفاً و763 مبنى، أي مليون و 586 ألف و901 منزلاً وأماكن عمل في 10 محافظات، وقررنا هدم 41 ألفاً 791 بناية على الفور تعرضت لأضرار جسيمة. وهو ما يقرب من 190 ألفاً و172 مسكناً ومكتباً".

وبينما صرح الوزير بأنهم يخططون لاستكمال تقييم الأضرار في غضون أسبوع واحد أعلن أن أنشطة البناء ستبدأ ضمن أكبر حملة إعادة إعمار شهدتها الجمهورية التركية بحلول نهاية الشهر، مشيراً إلى أن الحملة ستبدأ في الولايات العشر المتضررة بالتزامن في أقرب وقت.

خدمات الإقامة المؤقتة

قال الوزير كوروم إنهم مستمرون في العمل لتلبية احتياجات المأوى لجميع المواطنين المتضررين من الزلازل، وأنهم سيستمرون في البقاء مع المواطنين بكل المساعدات المادية والمعنوية بالتنسيق مع (أفاد)، وبالأخص السلع وأماكن الإقامة المرحلية في الخيام والحاويات (الكونتينرات)، بالإضافة إلى مساعدات التنقل والإيجار.

والسبت الماضي أشار نائب الرئيس التركي فؤاد أُقطاي إلى أن عدد المقيمين في مراكز الإيواء المؤقتة التي أُنشئت في المناطق المنكوبة بلغ نحو مليون و50 ألف مواطن من متضرري الزلازل.

وأوضح كوروم أنهم أقاموا مدن حاويات في مراكز منطقتَي إصلاحية ونورداجي، وأضاف قائلاً: "اليوم، وصل عدد مدن الحاويات إلى 1626. نتلقى طلبات من مواطنينا، ونستمر في إنشاء مدن الحاويات لدينا وفقاً للطلب والحاجة. نحن نقدم خدمات الإقامة المؤقتة لـ130 ألف مواطن في مقاطعاتنا. نحن في محاولة لتلبية جميع احتياجات مواطنينا، جنباً إلى جنب مع بلديتنا الحضرية وبلديات المقاطعات والهلال الأحمر".

وعن أعمال البنية التحتية التي توقفت بعد الزلازل أعلن كوروم عن إصلاح معظم الأضرار التي لحقت بالكهرباء والمياه وشبكات الغاز بمعظم المناطق المنكوبة، منوهاً في الوقت ذاته بأن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية كبيرة جداً. وتابع قائلاً: "أولويتنا في تقديم الغاز الطبيعي هي مستشفياتنا، والمناطق التي يلبي فيها مواطنونا احتياجاتهم الاجتماعية من مدارس ومستشفيات ومباني المؤسسات العامة".

التحضيرات على قدم وساق

حسب التصريحات التي أدلى بها الوزير كوروم فجر الثلاثاء، فحصت وزارة الإعمار والبنية إلى جانب البلديات المحلية والهيئات الحكومية ذات العلاقة مقاومة 307 آلاف و763 مبنى للزلزال، حيث "جرى تحديد 41 ألفاً و791 بناء بين منهار، وهدم عاجل، أو به أضرار بليغة" بين المباني التي جرى فحصها حتى اللحظة، ولفت أيضاً إلى أن أعمال تحديد الأضرار في الولايات العشر المتضررة من الزلزال تجري عبر فرق مختصة مكونة من 6500 عنصر.

وفي ولاية غازي عنتاب على سبيل المثال قال كوروم إنه جرى تحديد ما يقرب من 10 آلاف و777 مبنى، أي 24 ألفاً و700 منزلاً ومكان عمل، في جميع أنحاء الولاية تعرضت لأضرار جسيمة ودمرت. لافتاً إلى أنه يجري الإعلان عن القرارات التي تحدث يومياً عبر الحكومة الإلكترونية، والتي من خلالها يمكن للمواطنين رؤية الأضرار والتقييمات.

وأشار كوروم إلى إنه يمكن للمواطنين دخول المباني التي لم تتعرض لأضرار أو تلك التي تعرضت لأضرار طفيفة في حالة استكمال إجراء تقييمات للأضرار، وأضاف قائلاً: "المنازل ذات الأضرار المتوسطة لا يمكن دخولها دون تعزيزات، وسيجري بالفعل هدم المباني التي تضررت بشدة. ونود أن نوجه هذه التحذيرات إلى مواطنينا مرة أخرى بعدم أخذ ممتلكاتهم من منازلهم إلا بتنسيق من إدارة الكوارث والطوارئ".

أكبر حملة إعادة إعمار في تاريخ تركيا

خلال زيارته المناطق المنكوبة أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنهم يعدون برنامجاً شاملاً للنهوض من جديد في المناطق المتضررة من الزلزال، وأضاف أنه خلال عام "سنعيد بناء المنازل المتضررة وسنسلمها لأصحابها".

من جانبه أشار الوزير كوروم إلى أن الأعمال الميدانية المتعلقة بالمناطق التي سيجري فيها بناء مساكن منكوبة في 10 محافظات مستمرة، وقال: "نواصل العمل في المسح الأرضي وتحديد الأماكن الجديدة التي ستبنى فوقها، مع أخذ احتياجات المدينة في الاعتبار. وكما وعدنا سننفذ التعبئة السكنية وهي أكبر حملة إعادة إعمار في تاريخ الجمهورية، حيث سنبني ونسلم منازل جديدة متينة وآمنة لمواطنينا".

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي التركية أعلنت أن المباني التي شيدتها هيئة الإسكان الجماعي (TOKİ) "توكي" التابعة لها في المناطق التي ضربتها الزلازل، نجت من كارثة الزلزال دون أي أضرار هيكلية تُذكر.

و"توكي" التي أنتجت مليوناً و180 ألف منزل منذ عام 2002 في عموم تركيا شيدت 133 ألفاً و759 منزلاً في المحافظات المتضررة من الزلازل حتى الآن، نجت جميعها دون أي أضرار إنشائية تذكر، بينما تسببت الزلازل الأخيرة في تدمير العديد من المباني بالمحافظات العشر، مما تسبب بمقتل آلاف المواطنين.

وأمس الاثنين أعلن سلجوق بيرقدار رئيس مجلس إدارة شركة "بايكار" التركية الرائدة في تطوير الطائرات المسيرة أن شركته قررت التبرع لبناء 1000 منزل لضحايا كارثة الزلزال التي ضربت جنوبي البلاد.

TRT عربي