لم تكتف الإمارات بدعم حفتر بالسلاح والطيران والعتاد والتدريب، بل تمادت بإرسال سودانيين للقتال معه (Twitter: @WakeepAr)
تابعنا

لم يكن سهلاً على مجموعة من الشباب السودانيين التحول فجأة إلى مرتزقة تستخدمهم الإمارات للقتال في ليبيا واليمن، خاصة وأنهم سافروا إليها من أجل العمل كغيرهم من الناس، إلا أنهم تفاجأوا بوجودهم في معسكرات تدريب على السلاح ليتم نقلهم فيما بعد للقتال في أكثر البؤر توتراً وخطراً.

الخدعة التي استخدمتها الإمارات مع هؤلاء السودانيين، كشفت النقاب أكثر عن مساهمتها في حرب اليمن التي ادعت مؤخراً انسحابها منها، لتنتقل إلى الحرب على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في ليبيا، داعمة بذلك مليشيات حفتر.

ولم تكتف الإمارات بدعم حفتر بالسلاح والطيران والعتاد والتدريب، بل تمادت بإرسال سودانيين للقتال معه مجبرة إياهم على الدخول في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وكشفت بعض الأسر السودانية عن وقوعها في خدعة عندما وعدت شركة "بلاك شيلد" الإماراتية للخدمات الأمنية، بتوفير وظائف بمجال الحراسات الأمنية، وتفاجأوا بعد التعاقد معهم وتسفيرهم لدولة للإمارات بنقلهم إلى معسكرات تدريب عسكري على الحدود الإماراتية السعودية.

وقفات احتجاجية

ونظم أهالي السودانيين الذين اختفوا بعد سفرهم إلى دبي، وقفة احتجاجية أمام السفارة الإماراتية في الخرطوم الاثنين، وكشفت إحدى العائلات بأن نجلها أخبرهم بتخيير مسؤولين إماراتيين لهم بالذهاب إلى ليبيا أو اليمن لمساندة الجيش الإماراتي هناك.

واعتبر الأهالي ما حصل خديعة، تستوجب أن تضع السلطات السودانية حداً لها، وطالبوا باستعادة أبنائهم من هناك.

ويحاول الأهالي الضغط على الحكومة السودانية لاستعادة أبنائهم من قبضة الإمارات، رافضة اشتراكهم في القتال كمرتزقة ضد شعوب المنطقة.

وقال والد أحد الشباب السودانيين أثناء الوقفة "لا نقبل أن يُشغّلوا أولادنا كمرتزقة، وإن قبل هو بذلك أفضل أن أقتله هنا على أن يقاتل في بلاد أخرى".

ووضحت شيرين وهي مواطنة سودانية في فيديو تناقلته وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي، أن شقيقها لم يتصل بهم عند وصوله الإمارات، وعندما قلقت عليه العائلة بعد مرور6 أيام، توجهت إلى الشركة التي ساهمت في تسفيرهم إلى الإمارات، ليتصل فيما بعد عبر الواتساب لمدة نصف ساعة فقط.

وأضافت "تنصلت وكالة أماندا للسفر والسياحة من المسؤولية وقالت إنها لا تعرف شيئاً على الرعم من أنها مسؤولة عن استقدام الباحثين عن العمل في الإمارات".

وتعمل الشركة الإماراتية على استقطاب شباب سودانيين بواسطة وكالة للسفر والسياحة بالخرطوم.

ونقلت وسائل إعلام سودانية عن أحد العائدين من الإمارات قوله "سافرنا عبر تذكرة سفر جماعية دون إجراء أي كشف طبي أو استخراج شهادة الخدمة الوطنية ودون الإجراءات الأمنية المعتادة التي تقوم بها المباحث؛ لمنع سفر ذوي السوابق والقيود الأمنية، مشيراً إلى احتمال تورط جهات رسمية بالأمر.

ويتفاجأ المسافرون بوصولهم إلى معسكر تدريب عسكري وليس إلى مقر الشركة الأمنية، ويشرف على تدريبهم ضابط سوداني برتبة رائد، سافر أيضاً بالطريقة ذاتها التي سافروا بها.

وفي خضم ذلك، يتعرض السودانيون إلى ضغط نفسي شديد أثناء التدريب، وإجراءات أمنية مشددة تتضمن عدم استخدام الهاتف وعدم الخروج من المعسكر، ورفض أي طريقة للتواصل مع ذويهم أو تصوير مكان التدريب الذي يستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى أخذ صور لهم أثناء نومهم، الأمر الذي ينتهك خصوصيتهم.

فضيحة على مواقع التواصل

وأدى الاستخدام المتكرر لهذه الخديعة إلى انتشار معلومات عن هؤلاء السودانيين، كما انتشر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي لعبد الله الطيب، شقيق أحد الذين تقدموا لوظيفة حارس أمني في دولة الإمارات، طالب فيه الحكومة الانتقالية بضرورة التدخل وإعادة شقيقه وبقية الشباب السودانيين إلى السودان.

ووضح الطيب، المعاناة النفسية التي تمر بها الأسرة وقلقها على شقيقه الذي نجح بالتواصل مع عائلته وأكد لهم أنه يتعرض لضغط شديد من أجل الذهاب للقتال في اليمن أو السودان، مشيراً إلى أن 240 شاباً سودانياً رضخوا للذهاب لإحدى البلدين مقابل إغراءات مالية، فيما رفض 150 آخرون بما فيهم شقيقه.

وقال "يجبَر الشباب السودانيون على ارتداء زِي الدعم السريع".

في السياق ذاته، يعتبر أمجد البصيري أولَ من تحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصلته عدة رسائل من ذوي بعض المسافرين.

وصلتني شكوى من إحدى المواطنات تفيد بسفر أخيها لنفس الوظيفة وانقطاعه عنهم. حتى تمكن أخيراً من التواصل معهم ليخبرهم بوجوده في معسكر حربي مع إجباره على الاختيار تحت التهديد بين الذهاب إلى ليبيا أو اليمن

أمجد البصيري – مواطن سوداني

وسبق أن وضع تقرير أممي صدر عن فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، السودان ضمن دول أعضاء في الأمم المتحدة قامت بخرق منظومة حظر الأسلحة المفروضة على الأراضي الليبية بإرسال ألف جندي من قوات الدعم السريع إلى ليبيا.

وأفاد خبراء لوكالة الأناضول أن تخفيض الإمارات قواتها في اليمن جاء بناء على رغبتها في "التفرغ" للملف الليبي. إلا أن كلفة الحرب الكبيرة في اليمن، تعتبر سبباً رئيساً في قرار أبوظبي تخفيض قواتها، ضمن مراجعة شاملة لسياساتها الخارجية، تمهيداً لإعادة تموضع إقليمي استراتيجي.

وتعتبر الإمارات ثاني أكبر دولة في تحالف عسكري عربي، تتزعمه السعودية منذ مارس/آذار 2015، وينفذ عمليات في اليمن، دعماً للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة قوات الحوثيين.

واتهم السودانيون كلاً من الإمارات والسعودية ومصر بدعم المجلس العسكري الانتقالي في مواجهة "قوى إعلان الحرية والتغيير"، التي تطالب بتسليم السلطة إلى المدنيين، بعد الثورة التي أطاحت بعمر البشير.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً