سياسة
4 دقيقة قراءة
هل تهدئ المصالح التجارية المشتركة التوترات بين تركيا والولايات المتحدة؟
تقف تركيا والولايات المتحدة عند مفترق طرق، إذ يُهدِّد خلافٌ بشأن شراء أنقرة منظومة صواريخ أرض-جو S-400 من روسيا، بتقويض العلاقات بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي (الناتو).
هل تهدئ المصالح التجارية المشتركة التوترات بين تركيا والولايات المتحدة؟
WASHINGTON, DC - MAY 16: US President Donald Trump (R) and President of Turkey Recep Tayyip Erdogan (L) deliver joint statements in the Roosevelt Room of the White House on May 16, 2017 in Washington, DC. Trump and Erdogan face the issue of working out cooperation in the fight against terrorism as Turkey objects to the US arming of Kurdish forces in Syria. (Photo by Michael Reynolds-Pool/Getty Images) / Getty Images

تقف تركيا والولايات المتحدة عند مفترق طرق، إذ يُهدِّد خلافٌ بشأن شراء أنقرة منظومة صواريخ أرض-جو 400-S من روسيا، بتقويض العلاقات بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي (الناتو).

ظلَّت التوتُّرات تغلي ببطء طيلة أشهر بسبب مجموعةٍ من القضايا، إذ يدعم الطرفان قوى متنافسة في سوريا التي مزَّقتها الحرب، ويختلفان أيضاً بشأن التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين.

لكن هذا الأسبوع، التقى مسؤولون كبار في واشنطن على هامش مؤتمرٍ تحدَّث فيه قادة وخبراء الأعمال عن سبل تحسين العلاقات المتوترة.

إذ نظَّمت الحكومة التركية إلى جانب مركزيّ أبحاث في الولايات المتحدة المؤتمر السابع والثلاثين حول العلاقات التركية الأمريكية.

وقالإبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، خلال حديثه في المؤتمر يوم الأحد 14 أبريل/نيسان: "لا شك أنَّ لدينا مشكلات لمعالجتها، لكنَّني أعتقد أنَّ هذا النوع من المنصات واللقاءات والأشخاص مثلكم هم من يمكنهم أن يُمثِّلوا مكاناً ومنصةً لمعالجة تلك المشكلات".

نمت التجارة الثنائية بين البلدين على مدار السنوات، ووصلت إلى 20 مليار دولار العام الماضي. ويهدف المسؤولون إلى زيادتها عدة أضعاف لتصل إلى 75 مليار دولار في السنوات المقبلة.

يُذكر أنَّ تركيا تمكَّنت من تضييق فجوتها التجارية مع الولايات المتحدة عن طريق تصدير مزيد من المنتجات مثل السيارات والملابس.

وكانت الولايات المتحدة مصدّراً رئيسيّاً للاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا منذ مطلع الألفية الجديدة، حين خضعت البلاد لإصلاحاتٍ اقتصادية.

لكنَّ العلاقات الجيدة مهمة، ليس فقط للتجارة والاستثمار الأجنبي المباشر، لكن أيضًا لطمأنة المستثمرين الأجانب الذين استثمروا في الأصول المالية التركية.

إذ كان العام الماضي عاماً صعباً للغاية بالنسبة إلى الليرة التركية، فقدت فيه أكثر من 30% من قيمتها مقابل الدولار، وكان هذا جزئياً نتيجة للعقوبات التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على وزراء أتراك عقب إلقاء القبض على قسٍ أمريكي في تركيا.

وخضعت الليرة هذا الشهر أبريل/نيسان للضغط من جديد، في ظل تصاعد المخاوف بشأن حالة احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي.

وأرجعت تركيا سرعة تأثُّر الليرة إلى المضاربة.

واتخذت الحكومة التركية خطواتٍ هذا الشهر لتعزيز النظام المصرفي، فأعلن وزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق خطواتٍ لإعادة رسملة البنوك التي تديرها الدولة، والتي تواجه قروضاً عالية متعثرة.

وكان قطاع الشركات التركي قد اقترض في السنوات الأخيرة ديوناً ضخمة. وكثيراً ما تحاول الشركات -التي تتعامل في جزءٍ كبير من مبيعاتها بالليرة- شراء الدولارات الأمريكية لسداد قروضها المُقوَّمة بالعملة الأجنبية.

ويخشى المحللون إمكانية تمدُّد المشكلات في قطاع الشركات إلى بنوك البلاد. لذلك ضغطت الشركات على كلا الجانبين للمضيّ قدماً بالعلاقات التجارية، على الرغم من الاختلافات السياسية والدبلوماسية.

وفي هذا السياق، قالمحمد علي يالجينداغ، رئيس مجلس الأعمال التركي-الأمريكي: "في الوقت الراهن، تُثقِل الصعوبات السياسية والاختلافات الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن كاهل العلاقات التجارية، وتعيق جهودنا للمضي قدماً، بطريقة أكبر وأسرع. أعتقد بشدة أنَّ علينا تغيير هذا الوضع".

ومن ناحية الاقتصاد الكلي، لا تزال صادرات تركيا مستقرة على الرغم من حالة التباطؤ العامّ الذي تشهده بلدانٌ مثل ألمانيا، والتي تُصدِّر إليها تركيا كثيراً من بضائعها. وساهم هذا في تقليص عجز التجارة الخارجية بنسبة 63% في فبراير/شباط الماضي على أساسٍ سنوي.

وفي حين لا يزال زيادة معدَّل التضخم عند مستوى 10% وأسعار الفائدة المرتفعة مبعث قلق للأسر والشركات، تحرَّكت الحكومة لمعالجة مشكلاتٍ كبيرة مثل اعتماد البلاد الكبير على واردات الطاقة.

ولا يزال اهتمام المستثمرين بالشركات قويّاً أيضاً من ناحية عمليات الاستحواذ والاندماج، ففي عام 2018، أُبرمت صفقات بقيمة 12 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادةً قدرها 17% على السنة السابقة، جاء جزءٌ كبيرٌ منها من المستثمرين الأجانب، وذلك حسب شركةديلويت للخدمات المهنية.

لكنَّ المحللين يقولون إنَّ تركيا، التي دعمت نموَّها معتمدةً على قروض العملات الأجنبية، عليها إحداث تغييراتٍ أساسية لتفادي الضغط الاقتصادي والمالي في المستقبل.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
توغل إسرائيلي بعدة قرى جنوبي سوريا والطيران الحربي يحلق على علو منخفض في أجواء القنيطرة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تجدد توغلاتها واعتداءاتها في الجنوب السوري
غوتيريش: اجتماعات مرتقبة في جنيف بين طرفي النزاع في السودان
كأس العرب.. السعودية تنتزع التأهل بعد فوز صعب على فلسطين وسوريا تغادر البطولة
إصابة طبيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين شمالي الضفة
مئات الشهداء منذ وقف النار وانهيار مبانٍ بفعل العاصفة "بايرون".. وحكومة غزة ترد على مزاعم المساعدات
لافروف: روسيا مستعدة إذا اتخذت أوروبا قراراً بخوض حرب
33 قتيلاً في غارة شنها الجيش على مستشفى في ميانمار
الشيباني: إلغاء عقوبات "قيصر" إنجاز تاريخي وتجسيد لنجاح الدبلوماسية السورية
"تعدٍّ غير مسبوق على الحرمات".. حماس تدين تهديد بن غفير بهدم قبر القسام قرب حيفا
إعلام عبري: واشنطن تمنع دبلوماسيين أوروبيين من دخول مركز التنسيق بشأن غزة بطلب من إسرائيل
اجتماع سوري-فرنسي لمناقشة التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب
أكسيوس: إدارة ترمب تعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة
"توازنات جديدة وشراكات عالمية".. انطلاق قمة إسطنبول الاقتصادية بنسختها التاسعة
مناورات جوية أمريكية-يابانية عقب دوريات عسكرية صينية-روسية في محيط اليابان