"خطة صينية" وتصويت أممي حول أوكرانيا.. وتركيا تجدد الدعوة إلى حلّ دبلوماسي
عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا، تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى سلام "عادل ودائم"، في نص تأمل كييف الحصول على أوسع دعم ممكن له. فيما جدّد مندوب تركيا للأمم المتحدة دعوة أنقرة إلى حل الأزمة دبلوماسياً.
وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في أثناء كلمة بجلسة خاصة بالأمم المتحدة / صورة: AP (AP)

تأمل أوكرانيا وحلفاؤها أن يحصل النص الذي سيُطرح للتصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية اليوم الثاني، على عدد أصوات يساوي على الأقل عدد الذين أيدوا قراراً في أكتوبر/تشرين الأول.

ويؤكد مشروع القرار غير الملزم "الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

كما يؤكد من جديد "التمسك" بـ"وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا" و"يطالب" بالانسحاب الفوري للقوات الروسية ويدعو إلى "وقف الأعمال العدائية".

وعبّر الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في هذا السلام، إذ انتقد الأربعاء "إهانة ضميرنا الجماعي" المتمثلة في الهجوم على أوكرانيا.

"الصين لم تستشرنا"

في السياق نفسه أعلن مسؤول أوكراني رفيع المستوى الأربعاء أن الحكومة الصينية لم تتشاور مع كييف في أثناء إعداد خطتها المقترحة للسلام في أوكرانيا المفترَض إعلانها هذا الأسبوع.

وقال المسؤول لعدد من وسائل الإعلام من بينها وكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه، إنّ "الصين لم تستشرنا".

ووعدت بكين بنشر اقتراحها بشأن "تسوية سياسية" للنزاع هذا الأسبوع، تزامناً مع الذكرى الأولى لبدء الهجوم الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

وكشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الذي التقى كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي في ألمانيا الثلاثاء، أن الأخير "أبلغه عناصر أساسية لخطة السلام الصينية".

وأضاف: "ننتظر تسلُّم هذا النصّ لدراسته بالتفصيل، لأننا لا نستطيع استخلاص النتائج بعد استعراض شفهي فقط".

ولاحقاً أعلن كوليبا في الأمم المتّحدة أن خطّة السلام التي اقترحتها كييف المؤلفة من عشر نقاط تبقى "الأولوية الأولى" لبلاده.

وأضاف كوليبا: "نحن مستعدّون للتباحث مع من لديهم أفكار، أفكار أخرى يمكن أن تساعدنا على تحقيق هذا الهدف".

من الجانب الروسي قالت وزارة الخارجية مساء الأربعاء، إن الصين أطلعت موسكو من خلال وانغ يي على رؤيتها بشأن "تسوية سياسية" للنزاع.

وقالت الوزارة في بيان إن "الشركاء الصينيين أطلعونا على آرائهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مقارباتهم لتسويتها سياسياً".

تركيا تجدّد الدعوة إلى حلّ دبلوماسي

من ناحيته، جدد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة سادات أونال، دعوة بلاده إلى وقف الحرب الدائرة في أوكرانيا وإيجاد حلّ للأزمة عبر الطرق الدبلوماسية.

جاء ذلك في كلمة له الأربعاء، خلال مشاركته في جلسة خاصة عاجلة من أجل أوكرانيا عُقدت في الجمعية العامة للأمم المتحدة مع اقتراب الحرب الروسية-الأوكرانية من عامها الأول.

ومشيراً إلى انتهاج بلاده موقفاً مبدئياً منذ بداية الأزمة تَمثَّل في رفض الحرب الدائرة بأوكرانيا ومحاولة الانخراط في وساطة بين موسكو وكييف، استشهد المندوب التركي باللقاءات التي جرت بين مسؤولي البلدين في كلّ من أنطاليا وإسطنبول.

وأكّد أن بلاده تدعم وحدة وسيادة الأراضي الأوكرانية، وترفض ضمها والحرب الدائرة فيها.

وقبل يوم واحد من الذكرى الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا، وصل رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز الخميس، إلى العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال سانشيز في تغريدة على تويتر: "أعود إلى كييف بعد عام من بدء الحرب"، مضيفاً أن بلاده ستقف إلى جانب أوكرانيا وشعبها "حتى عودة السلام إلى أوروبا".

وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات على موسكو وصلت إلى 14 ألف عقوبة، لتصبح الدولة الأكثر تعرُّضاً للعقوبات في العالم، متجاوزة إيران وسوريا وكوريا الشمالية.

وفرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا بسبب حربها المستمرة ضد أوكرانيا، شملت عديداً من المجالات، كالقطاع المالي والطاقة والنقل والإعلام والتكنولوجيا والسيارات والرياضة والتجارة.

ووفق بيانات شركة "Castellum.ai" السويدية المتخصصة في رصد المخاطر المتعلقة بالعقوبات، فُرض على ر وسيا 11 ألفاً و327 عقوبة جديدة بعد 24 فبراير المذكور، ليرتفع إجمالي العقوبات عليها إلى 14 ألفاً و22 عقوبة.

TRT عربي - وكالات