جاء ذلك في بيان مشترك نشرته الخارجية المصرية، الأربعاء، وقالت إنه "صادر عن قادة دول أعضاء بالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مشاركين بالقمة متعددة الأطراف مع رئيس الولايات المتحدة"، التي عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وحضر الاجتماع، بحسب البيان، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، ورئيسا وزراء باكستان محمد شهباز شريف، ومصر مصطفى مدبولي، ووزيرا خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد.
وأفاد البيان بأن القمة عقدت بين قادة الولايات المتحدة وثماني دول عربية وبلدان أعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بمبادرة من ترمب، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ضرورة إنهاء الحرب
وأكد قادة الدول العربية والإسلامية، وفق البيان، "ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية بوصفه الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم".
وعبّر قادة الدول العربية والإسلامية خلال اللقاء، عن شكرهم لترمب لدعوته إلى "هذا الاجتماع المهم، وأبرزوا الوضع المأساوي غير المحتمل في قطاع غزة، بما في ذلك الكارثة الإنسانية والخسائر البشرية الفادحة، فضلاً عن عواقبه الخطيرة على المنطقة وتأثيره في العالم الإسلامي كله"، وفق البيان.
وجدّد قادة الدول العربية والإسلامية، "تأكيد الموقف المشترك الرافض للتهجير القسري وضرورة السماح بعودة الذين غادروا"، كما جددوا التزامهم التعاون مع ترمب، "وأكدوا أهمية قيادته من أجل إنهاء الحرب وفتح آفاق لسلام عادل ودائم".
وشددوا على "ضرورة وضع تفاصيل خطة لتحقيق الاستقرار، مع ضمان استقرار الضفة الغربية والمقدسات في القدس. وأعربوا عن دعمهم لجهود الإصلاح للسلطة الفلسطينية".
وحسب البيان المشترك، أكد المشاركون "ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، استناداً إلى خطة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن الترتيبات الأمنية، مع مساعدة دولية لدعم القيادة الفلسطينية، وأعربوا عن التزامهم العمل معاً لضمان نجاح الخطط وإعادة بناء حياة الفلسطينيين في غزة".
وشددوا على "أهمية الحفاظ على الزخم لضمان أن يكون هذا الاجتماع بداية لمسار على الطريق الصحيح نحو مستقبل يسوده السلام والتعاون الإقليمي".
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
ترمب: لقاء جيد جداً
وجرى الاجتماع بشكل مغلق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث جلس أردوغان وترمب بجانب بعضهما بعضاً، وفي تصريح مقتضب مع بداية الاجتماع قال ترمب، "هذا أهم اجتماع لي"،ـ وأضاف: "سيكون اجتماعاً مهماً مع قادة الشرق الأوسط العظماء، نريد إنهاء الحرب في غزة، وسنفعل ذلك، ربما نستطيع إنهاءها الآن".
وأوضح ترمب بأن الحياة ستكون أفضل لو لم تكن هناك حرب في الشرق الأوسط، مبيناً أن الاجتماع سيناقش إمكانية إعادة الأسرى وإنهاء الحرب"، وصرح أنه سيتواصل بعد الاجتماع مع مسؤولين آخرين في المنطقة، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفاً: "لقد طال هذا الوضع، ونريد أن ينتهي. نريد أيضاً استعادة الأسرى".
ولفت إلى أن القادة المشاركين في الاجتماع، شخصياتٌ تحظى بالاحترام والأهمية، وتابع: "هذه المجموعة أكثر قدرةً على تحقيق ذلك. هذه المجموعة قادرة على ذلك. لقد عقدنا 32 اجتماعاً هنا، لكن هذا الاجتماع هو الأهم لي، لأننا سننهي أمراً ربما ما كان ينبغي أن يبدأ أبداً".
ولدى مغادرته مبنى الأمم المتحدة، علق ترمب على الاجتماع قائلاً: "عقدنا اجتماعاً جيداً جداً بشأن غزة. كان اجتماعاً ناجحاً للغاية مع الأطراف الرئيسية في المنطقة، باستثناء إسرائيل، لكنني سألتقي بهم أيضاً. سنعمل على بعض القضايا المتعلقة بغزة، وقد عقدنا اجتماعاً جيداً جداً مع قادة رئيسيين اليوم".
وجاءت قمة الرئيس الأمريكي وقادة الدول العربية والإسلامية، قبل أيام قليلة من استضافة ترمب لنتنياهو في البيت الأبيض، في 29 سبتمبر/أيلول الجاري، وفي ظل استمرار إسرائيل في عملية احتلال مدينة غزة.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 11 أغسطس/آب الماضي، الهجوم على مدينة غزة انطلاقاً من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقاً "عربات جدعون 2"، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و419 شهيداً و167 ألفاً و160 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.
وتقدر تل أبيب وجود 48 محتجزاً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حركة حماس مراراً استعدادها للتوصل لصفقة جزئية أو شاملة لتبادل الأسرى، فيما يواصل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تعنّته وعدوانه على القطاع، وسط اتهامات المعارضة وأهالي الأسرى له بمواصلة الحرب للحفاظ على منصبه السياسي.
وبموازاة الإبادة في غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ما لا يقل عن 1044 فلسطينياً، وأصابوا نحو 10 آلاف و160، إضافة إلى اعتقال أكثر من 19 ألفاً، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.