جاء ذلك في منشور للجنة الدولية لكسر الحصار، على حسابها بمنصة شبكة "فيسبوك"، وذلك بعد ساعات من إعلان الأسطول عن وقوع 12 انفجاراً في 9 سفن تابعة له، جراء استهدافها بواسطة طائرات مسيّرة.
وقالت اللجنة في منشورها: "3 طائرات مسيّرة تحلق في هذه اللحظات (20.30 ت.غ) فوق سفينة عمر المختار، التي تُبحر منفردة للحاق بأسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة وتحمل على متنها عيادة طبية متنقلة"، دون تفاصيل أكثر.
والأحد، أبحرت سفينة "عمر المختار"، من أجل الالتحاق بأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، بعد تجهيزها بقسم عناية مركزة لتقديم الخدمات الصحية للأسطول.
إدانات واحتجاجات
أدانت فرنسا، الأربعاء، الهجوم الذي استهدف "أسطول الصمود" العالمي. وقالت وزارة الخارجية في بيان بشأن الهجوم، إن فرنسا تتابع من كثب وبقلق بالغ رحلة "أسطول الصمود" باتجاه غزة، وتدين أي هجوم في البحر، وتدعو إلى الالتزام بالقانون الدولي، وخاصة قانون البحار".
وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن المشاركين في الأسطول على دراية بالمخاطر التي ينطوي عليها هذا المسار. وأضافت: "سلامة مواطنينا تظل أولوية لنا في جميع الأحوال"، موضحة أن الوزارة ستقوم بواجبها في توفير الحماية القنصلية من أجل التعامل مع نتائج مبادرة "أسطول الصمو
والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن بلاده سترسل، الخميس، سفينة حربية من ميناء قرطاجنة جنوب شرقي البلاد لحماية "أسطول الصمود" العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وقال سانشيز، في تصريح للصحفيين عقب مشاركته في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء: "سفينة عمليات بحرية مجهّزة بجميع الموارد اللازمة ستغادر غداً من قرطاجنة لمساعدة الأسطول (الصمود العالمي) وتنفيذ عملية إنقاذ عند الحاجة".
وأكدت وسائل إعلام إسبانية، أن قرار حكومة سانشيز، جاء بعد خطوة مماثلة من إيطاليا، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الإسبانية أوضحت أن السفينة ستعمل في المياه الدولية.
كما كشف ممثل اتحاد المحامين العرب بـ"أسطول الصمود" العالمي لكسر الحصار عن غزة، عبد الحق بنقادي، أن الفريق القانوني والحقوقي التابع للأسطول يعتزم التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بسبب الاعتداءات بطائرات مسيّرة.
من جانبها، أكدت منظمة العفو الدولية – فرع فرنسا، أن على الدول حماية المشاركين في "أسطول الصمود" العالمي، وذكرت المنظمة في بيان لها عبر منصة شركة "إكس"، الأربعاء، أن الأسطول تعرض الليلة الماضية لهجوم عبر طائرات مسيّرة، مؤكدة أن: "هذا التهديد لا يمكن قبوله".
وشدد البيان على ضرورة أن توفر الدول الحماية للأشخاص الموجودين على متن سفن الأسطول، مشيرا إلى أنهم يؤدون دوراً محورياً في مواجهة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، في ظل تقاعس الدول عن التحرك، مؤكداً أن "تحرك هذا التحالف الإنساني المدني مشروع تماما بموجب القانون الدولي".
ميدانياً، شارك مئات من التونسيين، مساء الأربعاء، في وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي وسط العاصمة تونس، تنديداً بالاعتداء على أسطول الصمود العالمي لكسر حصار غزة، بطائرات مسيرة.
وقال عضو الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع فتحي عبازة، للأناضول، "إن "هذه الوقفة الطارئة جاءت على خلفية الاعتداء الهمجي على سفن أسطول الصمود في عرض البحر".
في سياق متصل، استنكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الأربعاء، استهداف "أسطول الصمود" العالمي بطائرات مسيَّرة، ووصفت الهجوم بأنه أمر "لا يصدق"، فيما أدانت إيطاليا بشدة الاعتداء بطائرات مسيّرة على الأسطول، وأعلنت إرسالها فرقاطة إلى المنطقة لمساعدة مواطنيها.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن "أسطول الصمود" العالمي، وقوع 12 انفجاراً في 9 سفن تابعة له، جراء استهدافها بواسطة طائرات مسيّرة.
ولم يتطرق الأسطول إلى توقيتات هذه الهجمات ولا الجهة المسؤولة عنها، فيما تلتزم إسرائيل الصمت، وهي التي هددت مراراً بمنع الأسطول من وصول غزة.
وسابقاً مارست إسرائيل، القوة القائمة باحتلال فلسطين، القرصنة ضد سفن سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها، ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ومنذ أيام، تبحر عشرات السفن ضمن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار نحو قطاع غزة، وهي تحمل مساعدات إنسانية، لاسيما مستلزمات طبية لقطاع غزة.
وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن (نحو 50) مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 سنة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 65 ألفاً و419 شهيداً و167 ألفاً و160 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.