وعبّر ترمب صراحة عن رغبته في الحصول على الجائزة التي فاز بها أربعة من أسلافه، وهم باراك أوباما عام 2009، وجيمي كارتر عام 2002، وودرو ويلسون عام 1919، وثيودور روزفلت عام 1906.
وفاز جميع الرؤساء الأمريكيين في أثناء وجودهم في مناصبهم باستثناء كارتر، وجرى اختيار أوباما للفوز بالجائزة بعد أقل من ثمانية أشهر من توليه المنصب، وهو نفس الحال مع ترمب حالياً.
لكن عندما يتوجه يورجن فاتنه فريدنس رئيس اللجنة النرويجية لجائزة نوبل إلى الميكروفون في معهد نوبل النرويجي بأوسلو في الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش، يستبعد الخبراء في الجائزة تماماً نطق اسم ترمب.
فوز ترمب مستبعد
من جانبها، أشارت صحيفة "فيردينس جانج" النرويجية إلى أن اللجنة اتخذت قرارها يوم الاثنين الماضي، أي قبل إعلان ترمب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى، وذلك في إطار المرحلة الأولى من مبادرته لإنهاء الحرب في القطاع.
وذكرت الصحيفة أنه حتى لو كان أعضاء اللجنة الخمسة على علم بالأمر قبل اتخاذ قرارهم بشأن جائزة هذا العام، فمن المستبعد أن يتسرعوا في اتخاذ قرار يقضون عادة عدة أشهر في مناقشته.
ويرى أصحاب الخبرة في جائزة نوبل أن فوز ترمب مستبعد للغاية، وأرجعوا هذا إلى ما يعتبرونه جهوده لتفكيك النظام العالمي الدولي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية والذي يحظى بتقدير كبير من لجنة نوبل.
وبدلاً من ذلك، يتوقع الخبراء أن اللجنة ربما ترغب في تسليط الضوء على "غرف الطوارئ"، وهي شبكة تطوعية من السودانيين، أو هيئة تابعة للأمم المتحدة مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أو محكمة العدل الدولية، أو منظمة مساعدات مثل الصليب الأحمر أو أطباء بلا حدود.
وصية نوبل
ومن الممكن أيضاً أن تسلط الضوء على عمل الصحفيين، بعد عام شهد عدد غير مسبوق من ضحايا العاملين في المجال الإعلامي في أثناء تغطيتهم للأخبار، معظمهم في قطاع غزة. وإذا قررت المضي في هذا الاتجاه، فقد تكرم نوبل لجنة حماية الصحفيين أو منظمة مراسلون بلا حدود.
وتعتمد اللجنة النرويجية لجائزة نوبل والمكونة من خمسة أعضاء على وصية رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل أساساً لقراراتها، وتشكل الوصية الأساس أيضا لجوائز نوبل في الأدب والكيمياء والفيزياء والطب.
وتقول نينا جرايجر مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو إن "انسحاب ترمب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 وحربه التجارية مع حلفائه أمور تتعارض مع روح وصية نوبل".
ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة أنّ اختيار الفائز بالجائزة يأتي بعد عملية مداولات تستمر على مدار العام، وتجري مناقشة نقاط القوة والضعف لدى المرشحين من قبل اللجنة المكونة من خمسة أعضاء.
ويتعين أن تصل الترشيحات للجائزة إلى اللجنة بحلول 31 يناير/كانون الثاني، ويمكن لأعضاء اللجنة أيضاً تقديم ترشيحات ولكن يجب تقديمها قبل الاجتماع الأول للجنة في فبراير/شباط. وبعد ذلك، تجتمع اللجنة مرة شهرياً تقريباً. ويُتخذ القرار عادة في أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول، وقد يُتخذ بعد ذلك كما حدث هذا العام.
وتقول لجنة نوبل إنها معتادة على العمل تحت ضغط من أفراد أو مؤيدين لهم يرون أنهم يستحقون الجائزة. وقال فريدنس رئيس اللجنة النرويجية لرويترز: "جميع السياسيين يريدون الفوز بجائزة نوبل للسلام".
وتابع: "نأمل أن تكون المثُل التي تدعمها جائزة نوبل للسلام شيئا ينبغي على جميع القادة السياسيين السعي لتحقيقه، نلاحظ الاهتمام، سواء في الولايات المتحدة أو في جميع أنحاء العالم، ولكن بعيداً عن ذلك، نعمل بنفس الطريقة التي نعمل بها دائماً".