وظهر إحباط ترمب من الحرب بين روسيا وأوكرانيا بشكل متكرر في الأشهر التسعة التي مضت منذ عودته إلى السلطة، ولكن يبدو في تصريحاته الأخيرة أنه يتجه للضغط على كييف للتخلي عن استعادة الأراضي التي فقدتها لصالح روسيا.
وقال ترمب في البيت الأبيض: "نحن أيضاً بحاجة إلى صواريخ توماهوك. أرسلنا كثيراً إلى أوكرانيا على مدى السنوات الأربع الماضية، لكنَّ الأمور الآن مختلفة"، وتابع: "سنناقش صواريخ توماهوك اليوم، وآمل أن نتمكن من إنهاء الحرب قبل أن يحتاجوا إليها، ونحن قريبون جداً من ذلك".
وأكد ترمب أهمية صواريخ توماهوك لأمن الولايات المتحدة، قائلاً: "صواريخ توماهوك بالغة الأهمية. نحن نريد صواريخ توماهوك أيضاً. لا نريد التخلي عمّا نحتاج إليه لحماية بلدنا".
وذكر الرئيس الأمريكي أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة المجرية بودابست، ولفت إلى أنه سيناقش مع زيلينسكي الاتصال الهاتفي الذي جرى الخميس مع بوتين، مضيفاً: "سنرى إن كنا نستطيع إنهاء الحرب".
وأوضح قائلاً: "أعتقد أن كلاً من بوتين وزيلينسكي يريد إنهاء هذه الحرب، كل ما عليهما فعله هو التوصل إلى قدر من التفاهم بينهما".
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال" بعد فترة وجيزة من استضافة زيلينسكي وفريقه لأكثر من ساعتين من المحادثات، دعا ترمب كييف وموسكو إلى "التوقف في مواقعهما" وإنهاء حربهما الوحشية.
وقال ترمب: "لقد أُريق ما يكفي من الدماء، مع تحديد خطوط الملكية بواسطة الحرب والشجاعة. يجب أن يتوقفا في مواقعهما. ليدَّعِ كل منهما الانتصار، وندع التاريخ يقرر!".
وفي وقت لاحق، بعد وصوله إلى فلوريدا، حيث يقضي عطلة نهاية الأسبوع، حثَّ ترمب الجانبين على "وقف الحرب على الفور"، وأشار إلى احتفاظ موسكو بالأراضي التي استولت عليها من كييف، وقال للصحفيين: "يجري تحديد الوضع بخط المعركة أينما كان، وإلا فإن الأمر معقَّد للغاية".
بدوره، شكر زيلينسكي، ترمب، على دوره في تأمين وقف إطلاق النار في غزة، وأضاف خلال لقائه الرئيس الأمريكي: "لدى الرئيس ترمب فرصة لإنهاء الحرب.. لقد نجح في التوسط لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، ويمكنه فعل الشيء نفسه في أوكرانيا".
وتابع زيلينسكي: "نريد السلام لكن بوتين لا يريده، لذلك يجب زيادة الضغط عليه".
ورفض الرئيس الأوكراني الإدلاء بأي تصريح الجمعة، بشأن احتمال تسليم الولايات المتحدة بلاده صواريخ توماهوك بعد لقائه دونالد ترمب في واشنطن، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي "لا يريد التصعيد".
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي: "ناقشنا أيضاً مسألة (الصواريخ) بعيدة المدى، ولا أريد الإدلاء بأي تصريح بهذا الشأن. قررنا عدم التحدث عنها لأن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد".
كان مستشار السياسة الخارجية بالكرملين يوري أوشاكوف، قد أعلن، الخميس، أن الرئيس بوتين أبلغ ترمب أن تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك المجنّحة من شأنه أن يضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعده كييف "تدخلاً" في شؤونها.