وقالت حماس، في بيان إن “إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، إذ إن بعض هذه الجثامين دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض الأبنية التي قصفها وهدمها”، مضيفة أن “جيش الاحتلال النازي الذي قتل هؤلاء الأسرى هو ذاته الذي تسبب في دفنهم تحت الركام”.
وتابعت الحركة بالقول إن جثامين الأسرى الإسرائيليين التي تمكّنت المقاومة من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة “فيما يتطلب استخراج باقي الجثامين معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حالياً بسبب منع الاحتلال دخولها”، مؤكدة أن “أي تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسؤوليته الكاملة حكومة نتنياهو التي تعرقل وتمنع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك”.
وشددت حماس في الوقت ذاته على التزامها الاتفاق وحرصها على تطبيقه “وعلى تسليم كل الجثامين الباقية، فيما يواصل نتنياهو المماطلة وعدم الالتزام بما عليه، بل ويعيق مساعي المقاومة وجهودها الإنسانية في الوصول إلى بقية الجثامين”.
وفي بيان منفصل، أبدى المتحدث باسم حماس حازم قاسم، استغرابه مما أسماه "تباكي العالم على جثامين عدد من الجنود الإسرائيليين"، في وقت "يتعامى عن جثامين عشرات الآلاف من شهداء شعبنا الفلسطيني تحت الأنقاض، أو تلك التي تبخرت، أو التي منع الاحتلال المجرم من دفنها ونهشتها الكلاب".
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ سريان مرحلة أولى من اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تستند إلى خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف الحرب بغزة.
وتنفيذا للاتفاق، أطلقت حماس، الأسرى الإسرائيليين الأحياء العشرين، وسلمت جثامين 10 من بين 28 غالبيتهم إسرائيليون، بالمقابل، أطلقت إسرائيل 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد، و1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولا يزال في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني.
ووفق أحدث الأرقام، تسلمت وزارة الصحة في غزة جثامين 120 شهيداً فلسطينياً أفرجت عنها إسرائيل ضمن صفقة التبادل، وعادت هذه الجثامين بدون أي تعريف بأصحابها، فيما تعمل الوزارة للتعرف عليهم بطرق بدائية.
وتمنع إسرائيل دخول المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة، بعدما دمرت خلال حرب الإبادة ما كان متوفراً منها، ما اضطر فرق الإنقاذ إلى العمل بأدوات يدوية بدائية، وتسبب غياب المعدات في فشل تلك الفرق من إنقاذ مئات الضحايا الفلسطينيين الذين ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، قتلت 67 ألفاً و967 فلسطينياً، وأصابت 170 ألفاً و179 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت بمجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً بينهم 157 طفلاً.