وذكرت منظمة الهجرة في بيان، أنه "في 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قدّرت الفرق الميدانية نزوح نحو ألف شخص من بلدة أم دم حاج أحمد بشمال كردفان، بسبب تفاقم انعدام الأمن"، مشيرة إلى أن "نحو 285 شخصاً من مدينة أم روابة في الولاية نزحوا أيضاً في اليوم نفسه، نتيجة انعدام الأمن".
والاثنين، هاجمت "قوات الدعم السريع" بلدة "أم دم حاج أحمد"، وارتكبت انتهاكات بحق مدنيين، وفقاً لمصادر محلية، بينما تنفي هذه القوات استهداف المدنيين.
وفي ولاية شمال دارفور غربي السودان، شهد مركزها مدينة الفاشر في الأيام الماضية معارك ضارية بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، التي أعلنت الأحد سيطرتها على أجزاء من المدينة، بينها مقر الجيش.
مقتل 5 متطوعين
من جانبها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر مقتل 5 من عناصرها المتطوعة وفقدان 3 آخرين بمدينة بارا بولاية شمال كردفان، وقالت في بيان: "تناولت الوسائط فيديو يظهر تعذيب متطوعين وضرب بعض أعضاء فريق متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني بمدينة بارا بولاية شمال كردفان، في مشهد يندى له جبين الإنسانية".
وأكملت: "وقد تأكد مقتل 5 متطوعين، بينما لا يزال مصير ثلاثة متطوعين مجهولاً"، من دون توجيه اتهام لجهة بعينها.
غير أنه في وقت سابق الثلاثاء، تداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر عناصر يعتدون على مدنيين يرتدون زي شارات جمعية الهلال الأحمر السوداني، وقالت وسائل إعلام محلية، إن المعتدين من "قوات الدعم السريع".
ولم يصدر تعقيب فوري من "الدعم السريع" التي سيطرت مؤخراً على مدينة بارا في إطار حربها مع الجيش السوداني، لكنها تنفي استهداف المدنيين.
ولفت بيان الجمعية إلى أن "أعضاء الهلال الأحمر كانوا في مهمة رسمية ضمن فريق توزيع الوجبات الغذائية (التكايا) بمدينة بارا، وهم مميزون بشارات الهلال الأحمر التي من المفترض أن توفر لهم الحماية الكاملة".
وتابع: "إنهم يحملون بطاقات تعريفية صادرة عن فرع جمعية الهلال الأحمر السوداني بشمال كردفان (بطاقة متطوع)"، مضيفاً أن "ما حدث يُعد انتهاكاً صارخاً للقيم والمبادئ الإنسانية التي نصّت عليها اتفاقيات جنيف، وتقوم عليها حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والتي تُلزم جميع الأطراف باحترام العاملين في المجال الإنساني".
وطالب جميع الجهات بضرورة "احترام شارة الهلال الأحمر وعدم استهداف المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني، وناشد الجهات الوطنية والدولية بضرورة التحقيق في هذه الأحداث".
والاثنين، اتهمت هيئة "محامو الطوارئ"، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة بحق مدينة بارا، وتصفيتها مئات المدنيين عقب سيطرتها على المدينة مؤخراً.
جمعية الهلال الأحمر السوداني، أكدت في بيانها أيضاً، أنها "تراقب ما يحدث في مدينتي الفاشر بشمال دارفور (غرب) وبارا بولاية شمال كردفان بقلق بالغ"، مؤكدة أنها "فقدت 28 متطوعاً وموظفاً منذ بداية النزاع (بين قوات الدعم السريع والجيش) في أبريل/نيسان 2023"، من دون تفاصيل أكثر.
ومساء الاثنين، أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، مغادرة القيادة العسكرية الفاشر، لتجنيبها مزيداً من "التدمير والقتل الممنهج" على يد "قوات الدعم السريع".
ودعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان دنيس بروان، الثلاثاء، "قوات الدعم السريع" إلى السماح "بممر آمن يتيح للمدنيين مغادرة الفاشر، لأنهم معرضون للإصابة والقتل".
وأضافت بروان، في مؤتمر صحفي بنيويورك، أن الفاشر "عانت من الحصار (من جانب "قوات الدعم السريع") لمدة 500 يوم، وجرى منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين فيها".
ويخوض الجيش و"قوات الدعم السريع" حرباً منذ 15 أبريل/نيسان 2023 لم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائها، وسط معاناة إنسانية متفاقمة، وخلّفت نحو 20 ألف قتيل، وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة جامعية أمريكية القتلى بنحو 130 ألفاً.















