سياسة
4 دقيقة قراءة
من أجل مركزية فرنسا.. كيف يسعى ماكرون لتفكيك أوروبا؟
في تقرير أخير لها كتبت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى لتفكيك الاتحاد الأوروبي، بضغطه لفرض النموذج الاقتصادي والسياسي الفرنسي على الدول الأعضاء.
من أجل مركزية فرنسا.. كيف يسعى ماكرون لتفكيك أوروبا؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى لفرض النموذج لاقتصادي والسياسي الفرنسي على الاتحاد الأوروبي / Others
3 مارس 2023

منذ أولى خطاباته، رئيساً فرنسياً، أوضح ماكرون تصوره للسياسات الأوروبية، وضغطه لتصبح نسخة طبق الأصل عن السياسات الفرنسية. هذا ما ينطلق منه تقرير أخير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في رصد ما سماه محاولات باريس عبر عقلية "المركزية الفرنسية" لتفكيك الاتحاد الأوروبي.

ويستدل التقرير على ذلك بالسياسات الدبلوماسية والاقتصادية الفرنسية في علاقتها بروسيا أو في دعواتها إلى تطبيق حمائية على الواردات من الولايات المتحدة الأمريكية. خالصاً إلى أن هذه السياسات تسهم في عزلة الاتحاد الأوروبي، واتساع الصدع القائم داخله.

صانع مشكلات أوروبا!

وصف موقع "بوليتيكو" الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بـ"صانع مشكلات أوروبا"، وذلك ارتباطاً بتصريحات الرئيس لصحيفة "Les Echos"، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي دعا فيها إلى سياسات صارمة لإعادة التفضيل للمنتجات الأوروبية في أسواق الاتحاد، رداً على ما وصفه بالسياسة الحمائية للولايات المتحدة.

وقال ماكرون وقتها: "الأمريكيون يشترون ويتبعون استراتيجية صارمة للغاية لمساعدة الدولة. الصينيون يغلقون أسواقهم. لا يمكننا أن نكون المنطقة الوحيدة، الأكثر احتراماً من حيث المناخ، التي تمنح الأفضلية لمنتجها الداخلي". وأضاف: "أنا أدافع بقوة عن تفضيل المنتج الأوروبي في هذا المجال (السيارات الكهربائية) ودعم قوي لصناعة السيارات. يجب أن نقف إلى جانب هذا ويجب أن يحدث في أقرب وقت".

وأشار الموقع الأمريكي وقتها إلى أن مثل هذه التصريحات قد تقود العلاقات بين الاتحاد والولايات المتحدة نحو التوتر، في الوقت الذي يجب على بروكسل وواشنطن "أن تكونا أكثر اتحاداً من ذي قبل".

وفسر "بوليتيكو"، حديث ماكرون بأنه انعكاس لقلق الاتحاد الأوروبي بشأن قانون خفض التضخم الأمريكي، في حين لا تغامر بروكسل بالتصعيد مع واشنطن، بل تطمح في إيجاد حل وسط دبلوماسي لشركات صناعة السيارات الأوروبية ومورديها، بعيداً عن اندلاع أي حرب تجارية جديدة، "هي آخر شيء يريد الطرفان إهدار أموالهما ووقتهما فيه"، حسبما صرح به مسؤولون أوروبيون للموقع الأمريكي. وبالتالي فإن ماكرون يلعب دور حشد القوى الأوروبية نحو تلك المغامرة.

ليس دفاعاً عن أوروبا بل عن فرنسا وحدها!

تؤكد مجلة "فورين بوليسي"، أن الدور التحريضي الذي يلعبه ماكرون من أجل حشد موقف أوروبي إزاء الصادرات الأمريكية، ليس نابعاً من غيرة باريس على مصالح التكتل الأوروبي، بل محاولة منها لإثبات مركزيتها داخل الاتحاد، وذلك عبر تحويله إلى نسخة طبق الأصل من نمط إدارة السياسات الدبلوماسية والاقتصادية الفرنسية.

وتستدل المجلة الأمريكية في ذلك بدفاع ماكرون عن علاقاته بروسيا، حتى آخر اللحظات التي سبقت اندلاع الحرب. قائلة: "أدى ذلك إلى تقويض الثقة بفرنسا بشكل قاتل في جميع أنحاء الكتلة".

ويضيف ذات المصدر، أن ماكرون سعى من خلال حليفه في المفوضية الأوروبية، مفوض السوق الداخلية الأوروبي تييري بريتون، إلى تطبيق سياسات اقتصادية حمائية، وتصميمها بشكل يستفيد منها بشكل رئيسي الفاعلون الصناعيون الفرنسيون. في إشارة إلى "الخطة الصناعية الأوروبية لتحقيق الأهداف المناخية المستقبلية"، والتي "سرعان ما أطلقت صراعاً سياسياً واقتصادياً أوسع بين سياسة التدخل الفرنسية وتركيز بروكسل التقليدي على ليبرالية السوق".

وأورد المقال أن ترويج المفوض الأوروبي بريتون لمفهوم صندوق السيادة الأوروبي من أجل "دعم الميزانية المباشر والسريع والمرن للمشاريع المحددة جيداً التي تهم سيادة الاتحاد الأوروبي عبر أي قطاع من قطاعات طيفنا الصناعي"، لن يكون إلا تفويضاً انتقائياً تُغذيه الديون للتدخل على مستوى الاتحاد الأوروبي عبر القاعدة الصناعية الأوروبية بأكملها".

وتخلص المجلة إلى أنه، بالنسبة إلى ماكرون فضمان جلوس فرنسا على نفس الطاولة مثل القوى العظمى التقليدية الأخرى، ولو كان ذلك يعني عقد صفقات مع روسيا، سيكون دائماً أكثر أهمية من الاعتراف بالتراجع النسبي لفرنسا خلال القرن الماضي. وهو ما يعمق الانفصال بين فرنسا وباقي دول الاتحاد الأوروبي.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
توغل إسرائيلي بعدة قرى جنوبي سوريا والطيران الحربي يحلق على علو منخفض في أجواء القنيطرة
حلّ البرلمان التايلاندي والدعوة لانتخابات مبكرة وسط تصاعد القتال الحدودي مع كمبوديا
قوات الاحتلال الإسرائيلي تجدد توغلاتها واعتداءاتها في الجنوب السوري
واشنطن تقترح إنشاء "منطقة اقتصادية حرة" شرقي أوكرانيا وكييف تصرّ على جيش قوامه 800 ألف جندي
غوتيريش: اجتماعات مرتقبة في جنيف بين طرفي النزاع في السودان
كأس العرب.. السعودية تنتزع التأهل بعد فوز صعب على فلسطين وسوريا تغادر البطولة
غزة.. طواقم الدفاع المدني تكافح آثار العاصفة "بيرون" وسط غرق خيام النازحين
تركيا والسعودية تُجريان مباحثات عسكرية رفيعة في الرياض
إصابة طبيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين شمالي الضفة
مئات الشهداء منذ وقف النار وانهيار مبانٍ بفعل العاصفة "بايرون".. وحكومة غزة ترد على مزاعم المساعدات
لافروف: روسيا مستعدة إذا اتخذت أوروبا قراراً بخوض حرب
TRT تشارك في الجمعية العامة الـ45 لاتحاد إذاعات الدول العربية بعد انتخابها عضواً شريكاً
33 قتيلاً في غارة شنها الجيش على مستشفى في ميانمار
الشيباني: إلغاء عقوبات "قيصر" إنجاز تاريخي وتجسيد لنجاح الدبلوماسية السورية
"تعدٍّ غير مسبوق على الحرمات".. حماس تدين تهديد بن غفير بهدم قبر القسام قرب حيفا