وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن مقاتلات إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة طير دبا بقضاء صور، وآخر في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون، وثالثاً ببلدة عيتا الجبل بقضاء بنت جبيل، ورابعاً ببلدة كفر دونين بالقضاء ذاته، وخامساً ببلدة زوطر الشرقية بقضاء النبطية.
فيما شن جيش الاحتلال قصفاً على بلدة عيترون (جنوب) دون إنذار، وذلك استمراراً للتصعيد الذي تنتهجه تل أبيب ضد الجنوب اللبناني والخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار بالآونة الأخيرة.
وتسببت الغارات على البلدات في دوي انفجارات شديدة تصاعدت على إثرها ألسنة اللهب وسحب دخانية كثيفة، ما يشير إلى عنف القصف وكثافته.
ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة أن "غارة العدو الإسرائيلي على بلدة طير دبا، أدت إلى إصابة مواطن"، فيما لم تتحدث الوكالة أو أي مصادر لبنانية أخرى عن وقوع جرحى أو قتلى في الغارات على البلدات الأربع الأخرى. وأضافت الوكالة أن طيراناً إسرائيلياً مسيّراً يحلّق على علو منخفض جدا فوق العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال في بيان، بدء سلسلة غارات على جنوبي لبنان بزعم استهداف "مواقع عسكرية لحزب الله".
وعلى مدى اليوم، أنذر جيش الاحتلال اللبنانيين بإخلاء طير دبا والطيبة وعيتا الجبل وزوطر الشرقية وكفردونين، معلناً اعتزامه على استهداف "بنى تحتية" بزعم أنها تابعة لـ"حزب الله"، وذلك في أوسع إنذار منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.
وزعم أن الهجمات تأتي "للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة". فيما شنت مسيّرة إسرائيلية في وقت متأخر غارة استهدفت منطقة "الدبش" في بلدة عيترون، بقضاء بنت جبيل (جنوب)، دون إنذار مثل القرى الخمس الأخرى، وفق الوكالة اللبنانية.
ولم يصدر تعقيب فوري من "حزب الله" على المزاعم الإسرائيلية، غير أنه يتحدث عن التزامه اتفاق وقف إطلاق النار. وصعّدت إسرائيل منذ أسابيع هجماتها على لبنان، واغتالت أشخاصاً تدعي أنهم عناصر من "حزب الله"، وشنت غارات شرق وجنوب البلاد.
وصباح الخميس، قتل شخص بغارة إسرائيلية على منطقة تقع بين بلدتي طورا والعباسية في قضاء صور جنوبي لبنان، مستهدفة منطقة مفتوحة في حي الوادي.
وتزامنت غارة الصباح مع حديث القناة العبرية 12 عن أن "إسرائيل تستعد لاحتمال خوض جولة قتال أخرى ضد حزب الله"، مشيرة إلى أن الجيش "يستعد لتدخل عسكري يهدف إلى إضعاف الحزب، ودفعه والحكومة اللبنانية إلى توقيع اتفاقية مستقرة مع إسرائيل".
حديث القناة 12 العبرية استند إليه مراقبون رأوا أن تكثيف الغارات الإسرائيلية يأتي في إطار ممارسة ضغوط على الساحة اللبنانية من أجل المضي بنزع سلاح "حزب الله"، والتسريع بخطة حصر السلاح بيد الدولة.
كما استندوا أيضاً إلى تصريحات لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، الأحد، قال فيها إن على الحكومة اللبنانية الوفاء بالتزامها بنزع سلاح "حزب الله" وإخراجه من جنوب لبنان، مضيفاً أن إسرائيل "ستواصل أقصى جهود الإنفاذ وتكثفها لحماية سكان شمال إسرائيل".
يونيفيل
من جهتها، أعلنت قوات الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل"، مساء الخميس، رصد عدة غارات إسرائيلية ضمن نطاق عملياتها في جنوب لبنان، مؤكدة أن تلك الهجمات تنتهك القرار 1701 وتقوض التقدم نحو حل سياسي.
وقالت اليونيفيل، في بيان نشرته عبر منصة "إكس”، إن قوات حفظ السلام التابعة لها رصدت عدة غارات إسرائيلية في بلدات طير دبا والطيبة وعيتا الجبل ضمن نطاق عملياتها جنوب لبنان.
وأضافت أن تلك "الغارات تشكل انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وتأتي في الوقت الذي تقوم فيه القوات المسلحة اللبنانية بعمليات للسيطرة على الأسلحة والبنى التحتية غير المصرح بها في منطقة جنوب (نهر) الليطاني".
وحذرت اليونيفيل من أن "أي عمل عسكري، وخصوصاً على هذا النطاق التدميري، يهدد سلامة المدنيين ويقوض التقدم المحرز نحو حل سياسي ودبلوماسي".
وتابعت: "ندعو إسرائيل إلى وقف هجماتها فوراً وجميع الانتهاكات لقرار 1701 كما نحث الأطراف اللبنانية على الامتناع عن أي رد فعل قد يزيد من تأزم الوضع".
وفي 2006 اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وبموجب القرار، سمح المجلس بزيادة قوة اليونيفيل إلى 15 ألف فرد، لمراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.
وصعّد جيش الاحتلال عدوانه على لبنان الخميس، وشن سلسلة غارات على عدة بلدات جنوبية، عقب إنذاره المواطنين بالإخلاء في أوسع إنذار منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
واعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، في بيان مساء اليوم، أن تلك الغارات تعد "جريمة مكتملة الأركان"، مبيناً أنه "كلما عبّر لبنان عن انفتاحه على التفاوض، أمعنت إسرائيل في عدوانها على السيادة اللبنانية".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان حولته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين.
كما خرقت أكثر من 4500 مرة اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع "حزب الله" منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.













