جاء ذلك في تصريحات للصحفيين أدلى بها الرئيس التركي في أثناء عودته من مصر بعد مشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام، التي خُصصت لمتابعة تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب على غزة.
وشدد أردوغان على أن إعلان النوايا الموقع في القمة يمثل خطوة تاريخية، مشيراً إلى أهمية تطبيق بنوده بدقة ومواصلة واشنطن الضغط على الحكومة الإسرائيلية لضمان التزام الاتفاق.
وقال: "هذه التوقيعات ليست عادية، فمن خلالها أصبحت إرادة السلام مدونة في التاريخ"، مضيفاً أن بلاده ستواصل الوقوف مع غزة بكل قوة حتى لا تُنسى الإبادة الجماعية.
كما أكد أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أردوغان أن تركيا تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة قبل حلول فصل الشتاء، مبيّناً أن أكثر من 350 شاحنة تركية دخلت القطاع في الأيام الأخيرة.
وأشار إلى أن إعادة إعمار غزة تمثل أولوية إنسانية عاجلة، داعياً دول الخليج والولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى دعم الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبدى رغبته في مواصلة التنسيق مع أنقرة، قائلاً: "الدبلوماسية التي أقمناها مع السيد ترمب مهمة للغاية، وسنستمر فيها بالاهتمام نفسه".
وفي الشأن السوري، شدد الرئيس أردوغان على ضرورة دمج تنظيم "قسد"، الذي يشكّل عناصر "PKK/YPG" الإرهابي عموده الفقري، في مؤسسات الدولة السورية بأقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن تحقيق هذا الاندماج سيسرّع خطوات التنمية في سوريا، قائلاً: "نكرر تحذيرنا لقسد من الانجرار نحو طرق خاطئة، وعليها دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها".
وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد ما يعرف بـ"قسد" واجهة تنظيم "PKK/YPG" الإرهابي بسوريا فرهاد عبدي شاهين، اتفاقاً لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة.
واشتمل الاتفاق على المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي البلاد، لكن التنظيم الإرهابي نقض الاتفاق أكثر من مرة.
وتبذل الحكومة جهوداً مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ انهيار نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد 24 سنة أمضاها في الحكم.