وأوضح متحدث "حماس" حازم قاسم، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للحركة، أن الأخيرة "وصلت إلى صيغة اتفاق وقف إطلاق النار، وترك الأمر للوسطاء للإعلان عن موعد سريانه".
وأشار قاسم إلى أن "الاحتلال يحاول كعادته التلاعب بالمواعيد والقوائم والإجراءات المتفق عليها، ليظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمظهر المسيطر على مجريات الأمور".
وأضاف أن حركته تجري اتصالات مع الوسطاء لإلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق وعدم السماح لها بالمماطلة، موضحاً أن "هناك حديثاً حول دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم، لكن الاحتلال يؤجل الإعلان لأسباب داخلية".
وأكد أن إنهاء الحرب كان الهدف المركزي لحركة حماس في جميع جولات المفاوضات، وأنه "لم يجرِ بحث أي مرحلة من تبادل الأسرى من دون تعهد واضح بوقف العدوان والحرب"، وأشار إلى أن "الاتفاق يمثل نهاية للحرب على غزة التي استمرت أكثر من عامين، وارتكب فيها الجيش الإسرائيلي إبادة جماعية راح ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى، وصمد خلالها شعبنا رغم الجرائم والدمار والمعاناة".
وبيّن قاسم أن هناك جداول زمنية وكشوفات للأسرى جرى التوافق عليها، ودعا الوسطاء والدول الضامنة إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذها"، مضيفاً أن "ملف تبادل الأسرى سيبدأ خلال الأيام المقبلة بعد موافقة إسرائيل على القوائم التي قدمتها حماس".
وقال إن "الاحتلال ما زال يراوغ في موضوع الانسحاب من غزة وقوائم الأسرى الفلسطينيين"، لكنه أكد أن هذه "محاولات إسرائيلية أخيرة للتعكير على شعبنا"، وشدّد على أن "حماس تتحرك مع الوسطاء لضمان تنفيذ الاتفاق كاملاً وبما ينهي العدوان على غزة".
وقبل ساعات، أعلنت حماس أنها سلمت الوسطاء قوائم بأسماء أسرى فلسطينيين، ضمن الاتفاق مع إسرائيل.
“الأحياء ثم الأموات”
في المقابل، قالت هيئة البث العبرية، في وقت سابق اليوم الخميس، إنه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس" سيجري أولاً إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء ثم الموتى بعد تحديد مواقعهم.
ونقلت الهيئة (رسمية) عن مصدر إسرائيلي مطّلع لم تسمه قوله، إن المحتجزين الأحياء سيُفرج عنهم أولاً "من دون إقامة أي مراسم علنية" من "حماس".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبحسب هيئة البث، سيجري إطلاق المحتجزين الأحياء يوم الأحد أو الاثنين، وتحدثت عن استمرار الغموض حول مصير وجثامين عدد من الأسرى لدى "حماس"، وتابعت أن "حماس" أبلغت الوسطاء وإسرائيل أن مواقع جثامين بعض الأسرى "غير معروفة حالياً"، وذلك بسبب تداعيات القصف الإسرائيلي المكثف.
و"لذا جرى الاتفاق على أن تتولى آلية رباعية، تشمل إسرائيل ومصر وقطر والجانب الفلسطيني، مهمة تحديد مواقعهم وإتمام عملية استردادهم"، وفقاً للهيئة.
من جهة ثانية، وبحسب هيئة البث، "تعمل الفرق المعنية حالياً على تحديد قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن الاتفاق"، وأضافت أن "هذه القضية تبقى عالقة، إذ تطالب حماس بإدراج أسماء أسرى ترفض إسرائيل حتى الآن الإفراج عنهم"، من دون تفاصيل.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي لم تسمه أن "آلية الإفراج ستكون شبيهة بما جرى سابقاً، أي أن المدانين بقتل إسرائيليين لن يُنقلوا إلى الضفة الغربية"، في إشارة إلى إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وزادت بأن "موضوع الدولة الثالثة التي قد يُنقل إليها بعض الأسرى (الفلسطينيين) لم يُحسم بعد".
وبحسب الاتفاق، ستطلق إسرائيل سراح 250 أسيراً فلسطينياً مدانين بالسجن المؤبد و1700 أسير اعتقلتهم من غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.
وفجر الخميس، أُعلن الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و194 شهيداً، و169 ألفاً و890 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.