وقال ترمب في تدوينة على منصة "تروث سوشيال": "أنا فخور جداً بأن أعلن أن إسرائيل وحماس قد وقّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا".
وأضاف: "هذا يعني أن جميع الرهائن سيُفرَج عنهم قريباً جداً، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم وأبدي، وسيُعامَل جميع الأطراف بعدالة".
وتابع ترمب: "إنه يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولجميع الدول المحيطة، وللولايات المتحدة، ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق".
حماس تعلن التوصل إلى اتفاق
من جانبها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس التوصّل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزّة، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى.
وقالت الحركة في بيان فجر الخميس: “نقدّر عالياً جهود الإخوة الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، كما نثمّن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الساعية إلى وقف الحرب نهائياً وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزّة”.
ودعت حماس الرئيس ترمب والدول الضامنة للاتفاق، ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية، إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملةً، وعدم السماح لها بالتنصّل أو المماطلة في تطبيق ما جرى التوافق عليه.
وأضافت: “نحيّي شعبنا العظيم في قطاع غزّة، وفي القدس والضفة، وداخل الوطن وخارجه، الذي سجّل مواقف عزٍّ وبطولة وشرف لا نظير لها، وواجه مشاريع الاحتلال الفاشي التي استهدفته وحقوقه الوطنية، تلك التضحيات والمواقف العظيمة التي أفشلت مخططات الاحتلال الإسرائيلي في الإخضاع والتهجير”.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن “هذا الاتفاق يأتي انطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية أمام شعبنا العظيم، والتزاماً بحقوقنا المشروعة، وتتويجاً لإنجاز مقاومتنا في السَّابع من أكتوبر”.
وأضاف: “وقف إطلاق النَّار هو ثمرة التضحيات العظيمة والصَّبر الأسطوري لشعبنا وقوَّة وصمود المقاومة، وهو إنجاز وطنيٌّ بامتياز”. وتابع: “في كل مراحل المفاوضات كانت عيوننا وقلوبنا مع شعبنا في غزَّة، ؛ فتلك الدماء الزكيّة والتضحيات العظيمة لها عهد الفداء والوفاء. ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر الإبادة والتجويع على مدار عامين كاملين لم يفلح في إحرازه عبر التفاوض”.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، فجر الخميس، التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بما يؤدي إلى وقف الحرب.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في تدوينة على حسابه بمنصة شركة "إكس": "يعلن الوسطاء أنه جرى الليلة الاتفاق على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة".
وأضاف أن هذا الاتفاق "يؤدي إلى وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الاسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات". وأشار إلى أنه سيجري الإعلان عن تفاصيل الاتفاق في وقت لاحق.
اجتماع للحكومة الإسرائيلية للتصديق
وفي أول رد فعل إسرائيلي على إعلان ترمب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيدعو الحكومة للاجتماع اليوم الخميس للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يهدف إلى إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم.
وقال نتنياهو في بيان: "اليوم يوم عظيم لإسرائيل. بالموافقة على المرحلة الأولى من الخطة ستتم إعادة جميع رهائننا إلى الوطن. هذا نجاح دبلوماسي وانتصار وطني وأخلاقي لدولة إسرائيل”.
وأضاف نتنياهو: “بفضل العزيمة الراسخة والعمل العسكري القوي والجهود العظيمة التي بذلها صديقنا وحليفنا الكبير الرئيس ترمب وصلنا إلى هذه النقطة المفصلية الحاسمة”.
وتوقع المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن يبدأ إطلاق سراح الرهائن يوم السبت، فيما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن “نتنياهو أجرى اتصالاً هاتفياً مع ترمب ودعاه لإلقاء كلمة في الكنيست وتبادلا التهنئة على إنجاز توقيع اتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن”.
وأمس الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي أنه قد يتوجّه إلى الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع، معتبراً أن المفاوضات الجارية منذ أربعة أيام في مصر "تسير بشكل جيد جداً".
ومنذ مساء الاثنين، تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بشأن تنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن ترمب خطة تتألف من 20 بنداً، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
والأربعاء، بدأت جلسة موسعة بمشاركة وفود رفيعة المستوى، ضمن مفاوضات شرم الشيخ، لبحث التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة. وتضم الوفود "رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن". كما تضم "رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض رون ديرمر، والمبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر"، وفق المصدر ذاته.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و183 شهيداً، و169 ألفاً و841 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.