ففي أريحا شرقي الضفة المحتلة، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل فلسطينية في منطقة المرشحات غرب المدينة، بحجة البناء دون ترخيص، ما أدى إلى تشريد عائلات وتدمير ممتلكاتها، وفق ما أفادت منظمة البيدر الحقوقية. كما أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى المنطقة لتأمين اقتحام مجموعات من المستوطنين موقعاً أثرياً مجاوراً.
وأوضحت منظمة البيدر عبر بيان أن "عملية الهدم تأتي في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الوجود السكاني الفلسطيني في المناطق المصنفة "ج".
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" (1995) أراضي الضفة 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية وتشكل الأخيرة نحو 60 بالمئة من مساحة الضفة، ويُمنع الفلسطينيون من إجراء أي تغيير فيها دون تراخيص من إسرائيل يستحيل الحصول عليها.
ودعت المنظمة المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك العاجل لتوثيق هذه الانتهاكات ومحاسبة الجهات المسؤولة عنها، مؤكدة ضرورة توفير الحماية للعائلات المتضررة وضمان حقها في السكن والعيش الكريم.
ووفق تحديثات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على موقعه الإلكتروني، هدمت إسرائيل ألفاً و73 منشأة فلسطينية في المنطقة المصنفة "ج" من الضفة، ما تسبب في تهجير 927 فلسطينياً وتضرر 15 ألفاً و244 آخرين من مطلع 2025 حتى 15 سبتمبر/أيلول الماضي بذريعة "البناء دون ترخيص".
وإضافة إلى الهدم في المنطقة "ج"، استهدف الهدم الإسرائيلي منذ مطلع العام، 67 منشأة في المنطقتين "أ" و"ب" و170 منشأة شرقي القدس، ليصبح إجمالي المنشآت المهدومة 1310، أكثر من 1200 منها بذريعة "البناء دون ترخيص"، وتسبب هدمها في تهجير 1661 فلسطينياً وتضرر 38 ألفاً 839 آخرين.
وفي الخليل جنوبي الضفة، أصيب شاب بالرصاص الحي في بلدة ترقوميا قرب جدار الفصل، ووصفت إصابته بالمتوسطة، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم العروب، واعتدت على عشرات المواطنين بالضرب واحتجزتهم ميدانياً قبل أن تفرج عنهم لاحقاً، ما دفع مديرية التربية والتعليم إلى تعليق الدوام المدرسي في المنطقة ليوم الخميس.
وقال أمجد النجار مدير نادي الأسير الفلسطيني في مدينة الخليل، إن جيش الاحتلال اقتحم مخيم العروب جنوبي المدينة واعتقل 40 فلسطينياً، وأخضعهم للتحقيق قبل الإفراج عنهم لاحقاً، وأكد النجار أن "الاحتلال يتعمد يوميا تنفيذ اقتحامات واعتقالات تستهدف عدداً كبيراً من الفلسطينيين ويخضعهم للتحقيق، في محاولة لإيجاد حالة من عدم الاستقرار".
بدوره، قال مكتب إعلام الأسرى إن "الاحتلال شن الأربعاء حملة اعتقالات بمناطق متفرقة في الضفة الغربية بما فيها القدس، طالت 13 مواطناً على الأقل، بينهم المصاب محمود فروخ الذي اعتقل بعد إطلاق النار عليه في وادي حلوة ببلدة سلوان بمدينة القدس".
وأكد المكتب غير الحكومي أن بين المعتقلين الفلسطينيين أيضاً "الطفل خطاب شرف خطاب (لم يحدد عمره)، من بلدة حزما شرقي القدس". وعادة ما ينفذ جيش الاحتلال اقتحامات تستهدف مدناً وبلدات في الضفة الغربية ويعتقل فلسطينيين بدعوى أنهم "مطلوبون".
ويتجاوز إجمالي الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل 11 ألفاً و100، بينهم 3544 معتقلاً إدارياً (دون تهمة)، إضافة إلى 400 طفل، و53 أسيرة بينهن طفلتان، حسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.
وفي سياق متصل، أغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل أمام المصلين لمدة يومين بحجة الأعياد اليهودية، وشددت إجراءاتها الأمنية على مداخله، مانعةً المواطنين وطلاب المدارس من التنقل في الأحياء المحيطة، خصوصاً في البلدة القديمة ومناطق جابر والسلايمة وواد الحصين.
ووصفت وزارة الأوقاف الفلسطينية الإغلاق بأنه انتهاك صارخ لحرمة المكان واستفزاز لمشاعر المسلمين، مؤكدة أن الأعياد اليهودية باتت تتحول إلى ذريعة لتصعيد الانتهاكات بحق سكان الخليل وفرض قيود مشددة على حركتهم.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1049 فلسطينياً، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، وهجروا أكثر من 50 ألفاً، حسب معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفاً و173 شهيداً و169 ألفا و780 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.