وقالت المؤسستان في بيان مشترك، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة اتصال رسمية مع إسرائيل) أبلغتهما باستشهاد الأسير الفلسطيني أحمد حاتم محمد خضيرات (22 عاماً) من بلدة الظاهرية في الخليل جنوبي الضفة بمستشفى سوروكا الإسرائيلي.
وفي 17 أغسطس/آب الماضي، حذَّر نادي الأسير من تدهور "خطير" في صحة خضيرات، المعتقل إدارياً منذ 23 مايو/أيار 2024.
وقال في بيان آنذاك، إن "خضيرات، المعتقل في سجن النقب جنوبي إسرائيل يواجه تدهوراً خطيراً في وضعه الصحي، جرّاء معاناته من مرض السكري المزمن، وإصابته بالجرب"، مشيراً إلى أن وزنه وصل إلى 40 كيلوغراماً.
والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 أشهر قابلة للتمديد، وتقدم المخابرات إلى المحكمة ما يُسمى ملفاً سرياً يُمنع المحامي أو المعتقل من الاطلاع عليه.
وحالة خضيرات من بين آلاف الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية، وفق نادي الأسير الذي أشار إلى إدارة السجون الإسرائيلية تتعمد فرض سياسات وإجراءات تهدف إلى قتل الأسرى.
بدورها، نعت حركة حماس الأسير خضيرات، وأكدت أن "استشهاد الأسرى واحداً تلو الآخر، وارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء الحرب إلى 78، يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الأسرى الفلسطينيين". ودعت الشعب الفلسطيني إلى مزيد "من النصرة والإسناد الجماهيري للأسرى"، وتصعيد كل سبل الدعم لهم ولذويهم.
في وقت سابق الثلاثاء، أشار تقرير لمؤسسات الأسرى؛ ومنها نادي الأسير، وهيئة الأسرى، ومؤسسة الضمير، إلى أن "77 أسيراً فلسطينياً استُشهدوا" منذ بدء حرب الإبادة على غزة قبل عامين. وأضاف التقرير: "من بين هؤلاء 46 أسيراً من قطاع غزة ممن جرى الكشف عن هوياتهم وأُعلن عنهم، إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني يضاف إليهم خضيرات".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتقل، خلال تلك الفترة، "أكثر من 20 ألف مواطن في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، بينهم 1600 طفل، ونحو 595 سيدة".
في شأن متصل، أفرج جيش الاحتلال، الثلاثاء، عن طفل فلسطيني مصاب بالتوحد بعد أشهر من اعتقاله وإصابته بالرصاص عندما كان ينتظر الحصول على مساعدات قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة، وجرى نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى بواسطة سيارات الصليب الأحمر.
تواصل الاعتداءات في الضفة
نكل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون، مساء الثلاثاء، بمسن فلسطيني في أثناء اقتحام مزرعته على أطراف قرية ترمسعيا الفلسطينية شمال شرقي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
ونشر تليفزيون فلسطين (حكومي) مقطع فيديو يُظهر لحظة اقتحام الجيش مزرعة المسنّ مشهور حماد (63 عاماً) بتحطيم بوابتها بمركبة عسكرية ثم التنكيل به.
وقال محمد حماد، نجل المسن، إن والده كان في المزرعة لحظة تحطيم بوابتها الحديدية واقتحامها من الجنود الإسرائيليين الذين توجهوا مباشرةً لضربه بعنف. وأضاف: "4 مستوطنين، بعضهم مسلحون، اقتحموا المزرعة في وجود الجيش الذي غادر المكان بعد فتح البوابة وتركهم في المكان، فاعتدوا على والدي بالضرب المبرح والحجارة".
وأوضح حماد أن الاعتداء على والده "أصابه برضوض في مختلف أنحاء جسده استدعت نقله إلى مركز طبي محلي لإجراء فحوصات وتلقي العلاج". وذكر أن والده مزارع ويعمل في تربية الثروة الحيوانية، وسبق أن تعرض لمضايقات خلال اقتحامات مستوطنين في محيط المزرعة بمنطقة "جاروفة".
من جهته، قال عايد غفري، الناشط في متابعة اعتداءات المستوطنين وسط الضفة، إن المستوطنين حاولوا اقتحام المزرعة وسرقة عربة فيها، قبل وصول الجيش، لكن أصحابها تصدوا للمستوطنين، وعند فشلهم اقتحم الجيش المزرعة.
وأوضح للأناضول أن المستوطنين هاجموا في الوقت ذاته ورشة بناء في قرية "دير أبو فلاح" شمال شرقي رام الله، واعتدوا على العمال فيها.
في سياق متصل، اقتحم 537 مستوطناً إسرائيلياً المسجد الأقصى في أول أيام "عيد العُرش" اليهودي، الثلاثاء، وأدوا طقوساً تلمودية ورقصات استفزازية أمام قبة الصخرة.
وأعلنت ذلك محافظة القدس الفلسطينية، عبر بيان حذَّرت خلاله من خطورة ممارسات المستوطنين واستغلال المناسبات الدينية اليهودية لتصعيد الاعتداءات بحق المسجد. وقالت المحافظة في بيانها، إن "537 مستعمراً (مستوطناً) اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، في أول أيام ما يسمى (عيد العُرش)".
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفَّذ المستوطنون 7 آلاف و154 اعتداءً ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال عامين، تسببت في استشهاد 33 مواطناً وتهجير 33 تجمعاً بدوياً فلسطينياً.
وفي ما يخص اقتحامات جيش الاحتلال، قالت مصادر فلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت في وقت مبكر اليوم الأربعاء، قرية نعلين غربي مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة. كما اقتحمت قوات إسرائيلية بلدتَي سلواد ودير دبوان شرقي رام الله، وفقاً للمصادر نفسها.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفاً و173 شهيداً، و169 ألفاً و780 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، قتل جيش الاحتلال ومستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1049 فلسطينياً، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، وهجَّروا أكثر من 50 ألفاً، حسب معطيات فلسطينية رسمية.