وقال البرش، في منشور عبر حسابه على “فيسبوك”، إن جثامين الأسرى وصلت “مقيدة كالحيوانات، معصوبة الأعين، وعليها آثار تعذيب وحروقٍ مروّعة”، مشيراً إلى أنهم “لم يموتوا موتاً طبيعياً، بل أُعدموا بعد أن قُيّدوا، في جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وطالب المسؤول الفلسطيني بفتح تحقيق دولي عاجل لمحاسبة الجناة، مؤكداً أن ما شاهده الأطباء يكشف حجم الإجرام الذي يحاول الاحتلال إخفاءه، فيما وصف الشهداء بأنهم “شهود على وحشية الاحتلال”.
وكانت وزارة الصحة في غزة، أعلنت اليوم الخميس، تسلّمها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر 30 جثماناً لفلسطينيين أفرجت عنهم إسرائيل وقد بدت على بعضهم آثار تنكيل، ليرتفع الإجمالي إلى 120 منذ بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الثلاثاء.
وقالت الوزارة، في بيان، إنها "استلمت 30 جثماناً لشهداء، أُفرج عنهم اليوم، من الاحتلال الإسرائيلي، وبوساطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 120 جثماناً".
وأكدت أن الطواقم الطبية تواصل التعامل مع الجثامين وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال الفحص والتوثيق والتسليم إلى ذويهم.
وأوضحت وزارة الصحة أن "عدداً من الجثامين يبدو عليهم آثار تنكيل واضح، تشمل الضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين".
من جانبه، قال المكتب الإعلامي في غزة، "إن هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف الرابعة والقانون الدولي الإنساني، وتؤكد أن الاحتلال استخدم سياساته الإجرامية في القتل خارج نطاق القانون والتصفية الجسدية للمعتقلين والمدنيين الفلسطينيين".
ودعا المكتب "إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة عاجلة للتحقيق في هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها الاحتلال، ومحاسبة قادته على جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
تأتي هذه الخطوة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والمتضمن تبادل الأسرى والجثامين بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية وقطرية وتركية وبإشراف أمريكي.
والجمعة، قالت "الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين" (غير حكومية)، إن إسرائيل تواصل احتجاز 735 جثماناً فلسطينياً، بينهم 67 طفلاً، 256 جثماناً منها في مقابر الأرقام.
ومقابر الأرقام مدافن بسيطة محاطة بحجارة من دون شواهد، وفوق كل قبر لوحة معدنية تحمل رقماً من دون اسم صاحب الجثمان، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهات الأمنية الإسرائيلية.
وبخلاف الجثامين الـ735، أشارت الحملة إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، في 16 يوليو/تموز الماضي، يفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتجز في معسكر سدي تيمان (سيِّئ الصيت جنوبي إسرائيل) نحو 1500 جثمان لفلسطينيين من قطاع غزة.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة استمرت عامين، وخلّفت 67 ألفاً و938 شهيداً، و170 ألفاً و169 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً بينهم 157 طفلاً.