جاء ذلك في كلمة ألقاها الشرع بمدينة إدلب شمال غربي سوريا، خلال مشاركته في حملة تبرعات لصالح إعادة إعمار المحافظة.
وعن مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته أول رئيس سوري منذ أكثر من نصف قرن، قال الشرع: "رأيت إصرار الدول بالإجماع على وحدة سوريا واستقرارها ورفض دعوات التقسيم".
ورأى أن "هذا التفاعل الإيجابي يُحمِّلنا جميعاً مسؤوليات عظيمة، ويضعنا أمام استحقاقات لا بد منها لإعادة بناء البلاد".
وأضاف الشرع أن بلاده "لم تعد معزولة عن العالم، فقد أعادت وصل ما انقطع، وأثبتت أنها قادرة على تقديم الكثير، وها قد استعادت مكانتها التاريخية الفاعلة بين الأمم".
وشدد على أن "رفع العقوبات عن سوريا ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لخدمة الشعب وجذب الاستثمارات وتحسين الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل لإعادة بناء البلد من داخلها".
ومؤخراً، اتخذت الولايات المتحدة ودول أوروبية خطوات لرفع العقوبات التي جرى فرضها على سوريا رداً على قمع نظام بشار الأسد للثورة ضد حكمه التي اندلعت في 2011، فيما تطالب دمشق برفع كامل لهذه العقوبات.
وقال الشرع: "لقد أصاب صنيعكم (أيها السوريون) العالم بالدهشة والذهول، والتقيت عظماء وقادة دول، فرأيت فيهم إجلالاً واحتراماً وتقديراً لعظيم ما قدمتم"، وتابع: "بكم جميعاً رفعت سوريا رأسها عالياً بين الأمم واستعادت كرامتها وعزتها".
ولفت الرئيس السوري إلى أن بلاده تسعى في لقاءاتها الدولية إلى "إيجاد نقاط التقاء للمصالح بما يخدم صالح بلدنا"، كما أشاد بتضحيات السوريين الذين "دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، وجسَّدوا ملحمة من الصمود والعزة".
وأضاف: "كل ذلك أعانني، بعد الله، على أن أنقل صورتكم إلى العالم أجمع، وأنقل معها آلامكم وآمالكم مع الحفاظ على كرامتكم وعزتكم".
والأحد، وصل الشرع، وعدد من وزراء حكومته، إلى نيويورك، ليكون أول رئيس سوري يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 1967، وألقى كلمة بلاده خلالها، الأربعاء.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهيةً 61 سنة من حكم حزب البعث الدموي، بينها 53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.