جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده الوزير فيدان مع نظيره العراقي فؤاد حسين، عقب لقائهما بالعاصمة أنقرة.
وأوضح فيدان أن الاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن وقف إطلاق النار في غزة جاء عقب مشاورات ومفاوضات طويلة، ونتيجة للمحادثات التي استضافتها مصر، وتصديق الحكومة الإسرائيلية عليه.
وأضاف وزير الخارجية التركي أن العناصر الأساسية للمرحلة الأولى من الخطة تتضمن بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع المتفق عليها المحددة على الخريطة.
وشدد على الأهمية الكبيرة لتنفيذ هذه البنود، مضيفاً: "علينا كمجتمع دولي الآن التركيز على نقطتين أساسيتين، أولهما أن يسير الاتفاق دون أن يتعرض لأي عرقلة، وبخاصة يجب ألا تصدر استفزازات من جانب إسرائيل قد تعيد بدء الحرب أو تواصل الإبادة الجماعية أو تستمر في اقتلاع الناس من أرضهم".
ولفت فيدان إلى أن تركيا ستقدم دعماً لتطبيق الاتفاق على الأرض، وستستمر أيضاً في رفع مستوى الوعي على الصعيد الاستراتيجي العالمي، وتعبئة الجهود الدبلوماسية الدولية نحو هذا الهدف.
كما أكد أهمية تنفيذ المراحل اللاحقة للاتفاق عقب المرحلة الأولى دون توقف، ما يعد ضرورياً للوصول إلى أهداف جديدة وضمان تقدم العملية دون انقطاع.
وقال وزير الخارجية التركي إن "توقف العملية يعني -لا قدر الله- عودة المجازر، لذا من الضروري أن نجتمع مع المجتمع الدولي وشركائنا الإقليميين وإخوتنا لنبحث ما يجب فعله في المراحل التالية حتى نصل إلى الحل القائم على دولتين".
وأوضح أن "أولويتنا حالياً هي تنفيذ المراحل في غزة: المرحلة الأولى تشمل وقف إطلاق النار، والأسرى، والمساعدات الإنسانية، بينما المرحلة الثانية تتعلق لاحقاً بمسألة إدارة غزة واستعادة الأمن والنظام الداخلي".
وأفاد وزير الخارجية التركي بأن "هذه قضية تتطلب اهتمامنا الدائم وتركيزنا المكثف. وبإذن الله كما فعلنا حتى الآن، سنستمر في إدارة هذا المسار بدقة وعناية كبيرتين".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول الاتفاق حيز التنفيذ الساعة 12:00 بتوقيت إسرائيل بعد انسحاب قواته إلى الخط الأصفر المنصوص عليه في الاتفاق.
وفجر الجمعة، صادقت حكومة إسرائيل على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية.
فيما أعلن ترمب، الخميس، توصلت إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وذلك بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و194 شهيداً، و169 ألفاً و890 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.