وأوضح فيدان في تصريح صحفي عقب مشاركته في اجتماع وزاري في العاصمة الفرنسية باريس بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أنه "مهما كان الحل الذي سنتوصل إليه بعد وقف إطلاق النار، يجب أن يتولى الفلسطينيون إدارة إعادة إعمار غزة وإدارتها، ويجب أن تكون قوات الأمن فلسطينية، ويجب ألا يكون هناك أي تردد في هذا الشأن".
وحول الاجتماع الذي حضره في باريس، قال الوزير التركي: "ناقشنا بتفصيل كبير نتائج اتفاق أمس وكيفية تنفيذه، وتحديداً الدور الذي يمكن أن يلعبه الأوروبيون وبقية المجتمع الدولي في إنعاش غزة اقتصادياً وإعادة إعمارها وإدارتها".
وذكر أن المجتمعين توصلوا “إلى استنتاجات جادة ستشكل أساساً لقرارات مهمة، وأعتقد أن الوزراء الأوروبيين، على وجه الخصوص، سينقلونها إلى عواصمهم وقادتهم السياسيين، بناء على ملاحظاتنا"، مشيراً إلى أنه “من الجميل أن يقبل الجميع بأن حل الدولتين يلعب دوراً رئيسياً في حل المشكلة”.
ولفت فيدان إلى أن تركيا أكدت أنه “إذا كانت إعادة إعمار غزة وتنفيذ الخطط سيعيد غزة إلى الأوضاع التي كانت عليها قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإننا سنواجه حرباً أخرى في المستقبل، لأنه، كما تعلمون قبل 7 أكتوبر كانت غزة بمثابة سجن مفتوح".
وأشار إلى أن غزة كانت منطقة تفتقر إلى التجارة الحرة أو الاقتصاد في ذلك الوقت، إذ كان كل شيء خاضعاً للسيطرة والقيود الإسرائيلية، وقال: "بالطبع، سينفجر الناس هنا غضباً بعد نقطة معينة، وقد أكدتُ ذلك في هذا الاجتماع".
وفيما يتعلق بقوة المهام التي ستتولى مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تطرق إليها الرئيس أردوغان، أمس الخميس، لفت فيدان إلى أنها فريق مكون من الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر.
وأضاف أن الفريق سيقوم بدور تسهيلي لتنفيذ الاتفاق وبخاصة متابعة القضايا المتفق عليها، وسيناقش القضايا مع الجانبين؛ الفلسطيني والإسرائيلي، لافتاً إلى أن مشاكل ستظهر حتماً مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
واستدرك بالقول إن هذا الفريق (الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر) سيتدخل عندها لإيجاد حلول عملية لهذه المشاكل.
وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي جرى التوصل إليه في شرم الشيخ، قال فيدان: "كان يوم أمس (الأربعاء) بالغ الأهمية، لقد بزغ بصيص أمل لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ عامين".
وأضاف أن تركيا، بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، بذلت جهوداً دولية هائلة (لوقف الإبادة) منذ اليوم الأول، وأنه بات هناك أمل في وقف سفك الدماء وإنهاء معاناة الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هناك عدة أمور مهمة عالقة بعد هذه المرحلة، لافتاً إلى أن الأمر المتفق عليه حالياً هو خطة تنفيذ المرحلة الأولى.
وأضاف فيدان، أن هناك أربعة أهداف حالياً، هي تثبيت وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، واستئناف المساعدات الإنسانية فوراً ودون انقطاع، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط معينة.
وتابع: "هذه أجزاء من خطة التنفيذ المتفق عليها حالياً في المرحلة الأولى، تجب متابعتها بعناية فائقة، وستشارك فيها تركيا وفقاً للمادة ذات الصلة في الاتفاق".
وفجر الخميس، أعلن ترمب توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
وجاء الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ المصرية، وبمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وقالت حركة حماس إن الاتفاق يقضي بإنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل، ودخول المساعدات، وتبادل أسرى، ودعت إلى "إلزام حكومة الاحتلال تنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملةً".
وتُقدّر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، استشهد العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و194 شهيداً، و169 ألفاً و890 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.