ورحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببدء حركة حماس إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من قطاع غزة، قائلاً، إن "السلام أصبح ممكناً لإسرائيل وغزة والمنطقة".
وكتب الرئيس الفرنسي عبر منصة إكس لدى وصوله إلى شرم الشيخ لحضور القمة المخصصة لغزة: "أشارك العائلات والشعب الإسرائيلي فرحتهم بعد تسليم سبع رهائن إلى الصليب الأحمر".
وأكد ماكرون أن فرنسا سيكون لها "دور خاص جداً" في حكم غزة بالمستقبل "إلى جانب السلطة الفلسطينية".
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي جرى بوساطة الرئيس ترمب "يعطي أملاً أكبر في السلام بأوكرانيا"، مشيداً بقيادة ترمب وتصميمه.
كما رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وشدد على ضرورة إعادة رفات القتلى أيضاً من أجل عائلاتهم.
وكتب عبر منصة إكس: "يجب أن يعود الرهائن المقتولون إلى ديارهم أيضاً حتى تتمكن عائلاتهم من توديعهم بكرامة".
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول "نتوقع رؤية المزيد من التطورات نحو السلام وإذا مضت الأمور كذلك فلا يوجد ما يمنع السماح بعودة توريد جميع الأسلحة لإسرائيل مرة أخرى"، وأضاف أن عدداً من الدول تمارس ضغوطاً على حركة حماس في غزة لنزع سلاحها.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن إطلاق سراح المحتجزين يجب أن يكون نقطة تحول نحو سلام دائم، وحث جميع الأطراف على التزام بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف كارني في بيان: "ندعو جميع الأطراف إلى مواصلة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك مواصلة انسحاب القوات الإسرائيلية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية المستدامة وعلى نطاق واسع إلى غزة، وفي جميع أنحائها من دون تأخير".
كما رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالإفراج عن المحتجزين، وقال على إكس: "أرحب بشدة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين من غزة، وأكرر الدعوة لتسليم رفات المتوفين".
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين بأنه "لحظة ارتياح للعالم بأسره"، وغرّدت فون ديرلاين عبر منصة إكس: "يعني هذا أنه يمكن طي صفحة. ويمكن لفصل جديد أن يبدأ".
وأكدت مجدّداً دعم الاتحاد الأوروبي لخطة ترمب، قائلة إنه عند الانتهاء منها يمكن أن تكون "لحظة تاريخية"، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة "بكل الوسائل المتاحة لنا" لضمان نجاح هذه الخطة.
بدورها، رحبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الاثنين بإفراج حماس عن 7 محتجزين إسرائيليين مشيدة بدور الرئيس ترمب "في هذه المرحلة الحاسمة على طريق السلام".
وكتبت كالاس عبر إكس: "الإفراج عن الرهائن إنجاز كبير للدبلوماسية ومرحلة حاسمة على طريق السلام. وقد جعل الرئيس ترمب هذا الاختراق ممكناً".
في السياق، رحّبت الصين بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. ولدى سؤاله عن الأمر في أثناء مؤتمر صحافي دوري، قال الناطق باسم الخارجية لين جيان، إن الصين تشيد بالتطورات، بينما تدعو إلى الاستقرار في المنطقة.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقال، إنّ خطة ترمب لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تقتصر على قطاع غزة، بينما تتسم "بغموض شديد" في ما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، وأضاف لافروف أن خطة ترمب يجب أن توضح ما سيحدث في الضفة الغربية.
إلى ذلك، رحبت حركة "حماس" الاثنين، بتصريحات ترمب التي أكد فيها انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، ودعت الوسطاء والأطراف الدولية إلى مراقبة سلوك إسرائيل لضمان عدم استئنافها.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم في بيان: "نرحب بتصريحات الرئيس ترمب الذي أكد بشكل واضح انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة".
ودعا "الوسطاء والأطراف الدولية لاستمرار مراقبة سلوك الاحتلال وضمان عدم استئناف عدوانه على أهلنا في قطاع غزة".
وفي وقت سابق اليوم، أكد الرئيس ترمب انتهاء الحرب على غزة، وقال في كلمة له أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي: "أخيراً انتهى الكابوس الطويل، ليس فقط للإسرائيليين، بل للفلسطينيين أيضاً".
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن ترمب توصّل إسرائيل و"حماس" لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
ودخل الاتفاق ظهر الجمعة حيّز التنفيذ، بعد أن أقرته حكومة تل أبيب فجر اليوم ذاته.
ووفق ما ينص عليه الاتفاق، أتمّت "حماس"، الاثنين، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء من غزة، فيما تقدّر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيراً آخرين، من المقرر الإفراج عنهم في وقت لاحق لم يُعلن بعد.
في المقابل بدأت إسرائيل إطلاق سراح 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد، بينهم 154 سيُبعدون خارج الضفة الغربية والقدس المحتلة، إضافة إلى 1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومن المقرر أن تبدأ بعد أيام مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تمسّك "حماس" بإنهاء تام لحرب الإبادة، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وعدم التخلي عن "سلاح المقاومة" للاحتلال.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و869 شهيداً، و170 ألفاً و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً بينهم 157 طفلاً.