وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا بأن مواطناً (57 عاماً) من محافظة جنين استُشهد في بلدة الرام شمال القدس، بعد أن اعتدت عليه قوات الاحتلال بالضرب المبرح على الرأس. وأوضح الهلال الأحمر أن طواقمه تسلمت جثمان الشهيد عند حاجز قلنديا ونقلته إلى مجمع فلسطين الطبي.
وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها، فيما اعتُقل أربعة آخرون من محافظة بيت لحم، بعد مداهمات طالت عدة مناطق في المدينة ومحيطها.
وشهدت قرية بيت عور الفوقا غرب رام الله حادثة خطيرة تمثلت في اختطاف مستوطن أربعة فلسطينيين والاعتداء عليهم، مساء الثلاثاء، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال لحماية المستوطن وتعتدي بدورها على الأهالي، ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين، واعتقال اثنين من المختطفين، حسب ما أفادت به "وفا".
كما أفادت وفا مساء الثلاثاء، بأن قوات الاحتلال أصابت مُسنّة بالرصاص الحي في بلدة قُباطية جنوب جنين، واعتقلت شابين من يعبد والخضر، فيما نفذت اقتحامات واسعة في نابلس والخليل ورام الله، شملت تفتيش منازل وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.
كما احتجزت قوات الاحتلال الصحفية أسيل صادق والموظف محمد البرغوثي في أثناء عملهما على تقرير صحفي في قرية برقة قرب رام الله، قبل أن تطلق سراحهما لاحقاً بعد استجوابهما.
وتتزامن هذه الاعتداءات مع تصاعد الاقتحامات العسكرية والتضييق على الصحفيين والسكان في الضفة الغربية، وسط تحذيرات فلسطينية من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والمقدسات.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1051 فلسطينياً، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفاً بينهم 1600 طفل، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
تصعيد في المسجد الأقصى
وفي سياق متصل، قال بيان صادر عن محافظة القدس الثلاثاء، إن 9820 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى خلال 21 يوماً فقط، بينهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي اقتحمه مرتين خلال أسبوع، مشيرة إلى أن موسم الأعياد اليهودية الأخيرة شهد تصعيداً غير مسبوق في وتيرة الانتهاكات تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.
وأوضحت أن مجموع المقتحمين للمسجد خلال أربعة أعياد يهودية تسمى رأس السنة العبرية، ويوم الغفران، وعيد العُرش، وبهجة التوراة بلغ نحو 9820 مقتحماً "تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد بيان محافظة القدس إن تلك الأعياد "شكلت منعطفاً خطيراً في مسار الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، حيث حولت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هذه المناسبات إلى غطاء سياسي وديني لمشروع تهويدي يستهدف قلب المدينة المقدسة، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض وتقويض الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى".
وأفادت بأن الاقتحامات "ترافقت مع تشديدات عسكرية ومنع للمصلين من الدخول، وفرض حصار خانق على مدينة القدس، وإغلاق شوارعها الرئيسية ونصب حواجز الحديدية وإسمنتية على مداخل الأحياء والبلدات المقدسية.
ودعت المحافظة "الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة".
ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تكثف جرائمها لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمها في 1980.