وذكر بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن غوتيريش أشار إلى "الخطوات المهمة المتخذة على طريق الانتقال السياسي" في سوريا.
ووفقاً للبيان، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة دفع عملية "الانتقال السياسي في سوريا عبر حوار شامل ومشاركة واسعة".
كما لفت إلى أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، معرباً عن قلقه إزاء انتهاك الاتفاقية الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974.
من جانب آخر، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء إن مفاوضات جارية مع سوريا وإن نتائجها مرهونة بضمان مصالح إسرائيل بما في ذلك نزع السلاح في جنوب غرب سوريا وسلامة وأمن الدروز.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات إن سوريا تسرّع، وتيرة المحادثات مع إسرائيل بشأن اتفاقية أمنية تأمل دمشق أن تُعيد إسرائيل بموجبها أراضي استولت عليها في الآونة الأخيرة، لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون معاهدة سلام شاملة.
وقال نتنياهو يوم الأحد الماضي إنه تم إحراز تقدم بشأن اتفاق أمني مع سوريا، لكن إبرام اتفاق ليس أمراً وشيكاً.
وفي وقت سابق الأربعاء، نقلت صحيفة "هارتس" العبرية عن المبعوث الأمريكي توماس باراك، قوله إن سوريا وإسرائيل "على وشك التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد" بينهما.
وقالت الصحيفة إن المبعوث الأمريكي أدلى بتصريحه هذا للصحفيين في الأمم المتحدة، وذلك تعليقاً على المفاوضات بين سوريا وإسرائيل لتوقيع اتفاقية أمنية جديدة.
وذكر باراك أن تل أبيب ستوقف هجماتها على سوريا إذا جرى التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد، وبالمقابل تلتزم دمشق عدم نشر معدات وآليات عسكرية ثقيلة في المناطق القريبة من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وأشار المبعوث الذي يتوسط في المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، إلى أن اتفاق "خفض التصعيد" سيكون "خطوة أولى" نحو اتفاق أمني جديد يجري التفاوض عليه بين دمشق وتل أبيب.
وذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان يعتزم إعلان اتفاق "خفض التصعيد" بين دمشق وتل أبيب، إلا أن عدم إحراز تقدم كافٍ بين الطرفين، وبدء رأس السنة العبرية في إسرائيل أبطأ العملية.
والاثنين، قال الرئيس السوري أحمد الشرع، في حوار مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الأسبق ديفيد بترايوس، ضمن فعاليات قمة كونكورديا المنعقدة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "إذا نجحت التهدئة والتزمت إسرائيل ما يجري الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات".
وأضاف الشرع: "سياسة سوريا أن تكون لديها علاقات هادئة مع جميع الدول وألا تكون مصدر تهديد لأحد".
وأشار إلى أن "إسرائيل لا تزال تحتل (هضبة) الجولان، وتتوغل في الأراضي السورية، لكننا نسعى لتجنب الحرب لأن البلاد بمرحلة بناء".
ودعا الرئيس السوري إسرائيل للانسحاب من أراضي بلاده، مؤكداً أن "المخاوف الأمنية يمكن معالجتها بالمباحثات".
واستدرك متسائلاً: "هل لدى إسرائيل مخاوف أمنية أم أطماع توسعية؟"، وأردف مجيباً: "هذا ما ستبينه المحادثات".
والأحد، قال نتنياهو إن هناك "بعض التقدم" قد أحرز في محادثات تجريها حكومته مع سوريا، لكنه قال إن "الطريق لا يزال طويلاً" في هذا المسار.
ووقتها نقل موقع "والا" العبري عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته: "انتصاراتنا على حزب الله فتحت نافذة على إمكانية لم تكن تخطر على بال، وهي إمكانية السلام مع جيراننا في الشمال"، في إشارة إلى سوريا.
والأربعاء الماضي، ذكرت القناة 12 العبرية أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في لندن، بحضور باراك.
وأفادت القناة، بأن الشيباني وديرمر وباراك، ناقشوا خلال الاجتماع مسودة اتفاق أمني جديد قدمته إسرائيل.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضمان أمن ووحدة واستقرار وسيادة البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم (2000 ـ 2024).
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وتنتهك إسرائيل منذ سقوط نظام الأسد سيادة سوريا عبر القصف وتوسيع رقعة احتلالها لأراضيها، رغم أن الإدارة الجديدة لم تُبدِ أي توجه عدواني إزاءها.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد بعد إسقاط الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين عام 1974.