العالم
5 دقيقة قراءة
40 عاماً على مجزرة حماة.. يوم قصف النظام البيوت بالدبابات وأفلت من العقاب
انقضت 40 عاماً على أفظع مجزرة ارتكبها النظام السوري في مدينة حماة، ورغم ذلك فإن هذه الحادثة لا تزال اليوم تلقي بظلالها على المجتمع السوري، الذي أصبح منذ ذلك الوقت في مواجهة نظام، شجعه الإفلات من العقاب على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر.
40 عاماً على مجزرة حماة.. يوم قصف النظام البيوت بالدبابات وأفلت من العقاب
مجزرة مدينة حماة السورية يوم 2 فبراير/شباط 1982 / Others
2 فبراير 2022

تستعيد الذاكرة السورية في الثاني من فبراير/شباط من كل عام أحداث مجزرة مدينة حماة، التي ارتكبها النظام السوري عام 1982، وراح ضحيتها في ذلك الوقت الآلاف من المدنيين.

وعلى الرغم من هول هذه الكارثة الإنسانية، فإن النظام السوري تمكن من الإفلات من العقاب، ما بسط يده بالتالي لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات في حق أبناء شعبه، والتي زادت وتيرتها وحدّتها بشكل فظيع بعد ذلك، تزامناً مع اندلاع الثورة السورية عام 2011.

فكانت بذلك مجزرة حماة، من شواهد وحشية نظام، لطالما واجه معارضيه وخصومه بالنار والحديد، مستعيناً في ذلك بشكل كبير على بث النزعة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد.

مجزرة حماة.. قتلى ومهجرون ومعتقلون

لا تزال مشاهد الجثث والأشلاء في أحياء مدينة حماة، عقب المجزرة، عالقة في أذهان الكثيرين ممن عايشوها، وسردوا تفاصيلها إلى مختلف وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية حول العالم.

ففي عام 1982، وبداية من يوم 2 فبراير/شباط، طوّقت دبابات ومدرعات ومدفعيات جيش النظام السوري وميليشيات سرايا الدفاع التابعة لشقيق رئيس النظام رفعت الأسد، المدينة، وحاصرتها بشرياً وإعلامياً بقطع الكهرباء والاتصالات الأرضية، طوال 27 يوماً حتى مطلع شهر آذار/مارس.

وقبل مهاجمة المدينة واجتياحها برياً، كثّف جنود النظام الذي كان عددهم بالآلاف، القصف المدفعي، الذي راح ضحيته، حسب تقديرات العديد من التقارير، ما بين 20 ألف و40 ألف مدني، إلى جانب حجم كبير من الدمار والخراب الذي لحق أحياء المدينة ومبانيها.

وبعد إنهاك المدينة، اقتحم الجنود وعناصر من الميليشيات حماة، وقتلوا كل من اعترضهم فيها، بحجة ملاحقتهم عناصر تنظيم الإخوان المسلمين الذي يُعد أكبر التجمعات السياسية المناوئة لنظام الأسد.

ووفق ما أفاد به شهود عيان، فقد جمع جنود النظام خلال أحداث المجزرة، سكان حي "حماة الجديدة" على سبيل المثال، داخل الملعب البلدي، وأطلق عليهم حينها النار من الرشاشات، ليسقط بذلك أكثر من 1500 شخص ضحية هذه التصفية الميدانية.

واستمر في الأثناء القصف بالراجمات لمختلف الأحياء والمواقع التي أردتها قوات النظام ركام حجارة.

ومع لجوء العائلات والمدنيين إلى الأقبية واختبائهم فيها، لاحقتهم إلى هناك الميليشيات والجنود، ونفذت فيهم أفظع المجازر. ولم يسلم بذلك حي أو بيت أو قبو من مدافع وراجمات النظام، كما لم ينج طفل أو مسن أو امرأة من هذه المذابح المروعة.

وفي شهادة صادمة، قال أحد المدنيين ممن عايش فظاعة ذلك اليوم متحدثاً إلى وسائل إعلامية إن "جنود النظام كان يبقرون بطون النسوة، ويقتلون الأجنة داخلها ويقولون عنها إنها إرهابية.. كما كانوا يقطعون أيادي النسوة اللاتي يقتلوهن، ويسرقون المصوغات الذهبية منهن".

وتحدثت تقارير أخرى جنود النظام السوري قد أعدموا خلال المجزرة أيضاً، المصلين في مسجد زيد بن ثابت على طريق حماة-حلب القديم بشكل جماعي ثم حرقوا جثثهم بعد ذلك.

ونجح بعض الأشخاص في الهرب واللجوء إلى القرى والمدن المهاجرة قبل أن تصل إليهم قوات النظام وتعدمهم، فيما لا يزال أكثر من 17 ألف شخص في عداد المفقودين ولا يعلم مصيرهم منذ اعتقالهم، عقب انتهاء المجزرة.

عقود على مجزرة حماة.. هل تغيرت وحشية النظام؟

مازالت العديد من الحقائق والتفاصيل حول الكارثة الإنسانية التي وقعت في حماة قبل 40 عاماً غير معلومة إلى اليوم، إذ إن نظام حافظ الأسد عمل جاهداً على إخفائها، ومنع وصول الإعلاميين والحقوقيين إليها طوال أشهر بعد الحادثة.

ولكن هذه العقود الطويلة التي عقبت مجزرة حماة، لم تغير في الواقع شيئاً من ممارسات النظام السوري، كما أكد ذلك ناشطون ومراقبون. فنظام حافظ الأسد الأب الذي ارتكب مجزرة حماة وسفك فيها دماء قرابة 40 ألف شخص، لا يختلف كثيراً عن نظام بشار الأسد الابن الذي قتل اليوم أكثر من 400 ألف مدني، ونفذ عديداً من المجازر بالأسلحة الكيمياوية ولا تزل حلقات عنفه واضطهاده مستمرة، منذ أن بدأت الثورة السورية عام 2011.

وإن كان نظام السوري في عهد حافظ الأسد قد ارتكب تلك المجزرة متعللاً بمواجهته تمرد حركة "الإخوان المسلمين" التي ادعى تسليحها لأفرادها ومهاجمتها قوات النظام السوري في ذلك الوقت، فإن النظام السوري اليوم تحت ولاية الأسد الابن، يبرر ما ارتكبه من فظائع تحت العديد من المسميات، وكانت النتيجة واحدة، القتل والدمار، حسب المنظمات الدولية والناشطين.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
المنازل المنهارة في غزة.. خطرٌ قاتل يُهدد الناجين من القصف الإسرائيلي
موسكو تعلن سيطرتها على أراض أوكرانية وإسقاطها 235 مسيّرة وزيلينسكي: روسيا تطيل أمد الحرب
جيش الاحتلال يقصف سيارة جنوبي لبنان بزعم استهدافه عناصر لحزب الله
حماس ترفض كل أشكال الوصاية على غزة وتؤكد اقتصار دور القوات الدولية على حفظ وقف إطلاق النار
الثاني خلال أيام.. استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال
استشهاد فلسطيني بالضفة والاحتلال يعتقل العشرات وسط تصاعد اعتداءات مستوطنين
12 قتيلاً جراء عملية إطلاق نار خلال احتفالات الحانوكا اليهودي في أستراليا
شهداء وجرحى بغارات على القطاع.. وحماس تعلن استشهاد القيادي رائد سعد وسط تفاقم الكارثة الإنسانية
مظاهرات في إسرائيل تطالب بلجنة تحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر أو تنحّي حكومة نتنياهو
فنزويلا.. تظاهرات مؤيدة لمادورو ومنددة بمصادرة أمريكا ناقلة نفط
تجميد استهداف إسرائيلي لقرية جنوب لبنان عقب تحرك للجيش واليونيفيل
الضفة.. استشهاد طفل برصاص الاحتلال في جنين وسط اعتقالات واقتحامات إسرائيلية متواصلة
تايلاند تعلن حظر تجول مع امتداد القتال على الحدود مع كمبوديا رغم جهود الوساطة
زيلينسكي سيلتقي مبعوثين أمريكيين وأوروبيين في برلين لبحث السلام وسط ضغوط أمريكية على كييف
اشتباكات لليلة الثانية في تونس عقب وفاة رجل بعد مطاردة أمنية