وأفادت وكالة الملاحة الجوية البولندية بأن هذه القيود تأتي "لضمان الأمن الوطني"، بعدما أكدت السلطات أن مجالها الجوي اختُرق 19 مرة ليل الأربعاء، وأسقطت ثلاث مسيّرات على الأقل، من دون تسجيل إصابات، في حين تسبب سقوط الحطام بأضرار في منزل وسيارة بقرية ويريكي فولا شرق البلاد.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، في وقت سابق الأربعاء، إن الطائرات المسيّرة استدعت إقلاع مقاتلات بولندية وتدخل طائرات تابعة للناتو، محذراً من أن هذه "العملية الروسية" تقرّب بولندا من "نزاع مفتوح أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية".
وذكرت وزارة الداخلية البولندية العثور على 14 مسيّرة، فيما اعتبر وزير الخارجية رادوسلاف سيكورسكي أن ما جرى "هجوم غير مسبوق، ليس فقط على بولندا، بل على أراضي الناتو والاتحاد الأوروبي".
من جهتها نفت موسكو الاتهامات واعتبرتها "مزاعم لا أساس لها"، فيما اتهمت الخارجية الروسية وارسو بالسعي إلى "مفاقمة الوضع"، كما قالت بيلاروس إنها أسقطت طائرات مسيّرة "حادت عن مسارها" فوق أراضيها في أثناء الليل.
وطلبت بولندا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، في حين فعّل حلف شمال الأطلسي مشاورات طارئة بموجب المادة الرابعة من معاهدة تأسيسه، التي تنصّ على التشاور عندما يُهدَّد أمن أي من الدول الأعضاء.
وأكد الأمين العامّ للحلف مارك روته، في وقت سابق الأربعاء، أن الناتو تعامل "بفاعلية كبيرة" مع هذا التدخل "الخطير"، محذّراً موسكو: "سندافع عن كل شبر من أراضي الحلف".
وأثار الهجوم ردود فعل واسعة، إذ وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس التصرف الروسي بـ"العمل المتهور"، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو إلى "الكف عن الهروب إلى الأمام"، فيما أكد السفير الأمريكي لدى الناتو ماثيو وايتاكر دعم بلاده لبولندا قائلاً: "ندافع عن كل شبر من أراضي الناتو".
كما اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن ما حدث هو "أخطر انتهاك للمجال الجوي الأوروبي منذ بداية الحرب".
يأتي ذلك عشية انطلاق مناورات عسكرية روسية-بيلاروسية مشتركة كبرى تحمل اسم "زاباد 2025"، بمشاركة 30 ألف جندي بين 12 و16 سبتمبر/أيلول، ما دفع بولندا إلى إغلاق حدودها مع بيلاروس اعتباراً من الخميس.
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ثماني مسيّرات روسية على الأقلّ "وُجّهت نحو بولندا" في هجوم متعمد، مشيراً إلى أن روسيا أطلقت 458 مسيّرة وصاروخاً على أوكرانيا بالتزامن مع الحادثة، مجدِّداً دعوته إلى إنشاء نظام دفاع جوي مشترك لحماية أوروبا من التهديدات الروسية.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.














