تأتي الزيارة استكمالاً للزخم الدبلوماسي بين أنقرة وروما، بعد القمة الحكومية التركية-الإيطالية التي عُقدت في أبريل/نيسان الماضي في روما، والقمة الثلاثية مع ليبيا التي استضافتها إسطنبول في أغسطس/آب الماضي.
ومن المنتظر وفق مصادر دبلوماسية بالخارجية التركية، أن يتناول الوزيران عدداً من القضايا المهمة، من أبرزها: تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، خصوصاً في مجالات التجارة والطاقة والدفاع، إضافة إلى تعزيز التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية.
كما سيبحث الجانبان جهود السلام في ليبيا، ومناقشة التطورات الإقليمية في سوريا، وأوكرانيا، وإيران، وكذلك دعم تركيا لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي.
وحسب المصادر سيركز الوزير فيدان على دعوة المجتمع الدولي لتكثيف الضغط على إسرائيل من أجل وقف العدوان في غزة، والتعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي.
كما سيتطرق إلى بحث أبرز الملفات في العلاقات التركية-الأوروبية والتعاون داخل حلف الناتو، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة وأمن المتوسط، مع تأكيد ضرورة احترام القانون الدولي في أنشطة الدول في المنطقة.
كما سيلقي الوزير فيدان كلمة في مركز الدراسات الإيطالي Istituto Affari Internazionali، وسيعرض رؤية تركيا حول الأمن الإقليمي والدور المشترك في المتوسط.
العلاقات التركية-الإيطالية
وترتبط تركيا وإيطاليا بعلاقات دبلوماسية تعود إلى عام 1856، وجرى رفعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في عام 2007. وتُعد إيطاليا خامس أكبر شريك تجاري لتركيا عالمياً، والثاني على مستوى الاتحاد الأوروبي، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 نحو 32.2 مليار دولار.
وتسعى أنقرة وروما لبلوغ هدف 40 مليار دولار في التبادل التجاري، ويدعم هذا الهدف العلاقات الوثيقة في مجالات الطاقة والدفاع، إذ يشكّل مشروع نقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا عبر الأراضي التركية والإيطالية مثالاً بارزاً على التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
يُذكر أن نحو 50 ألف مواطن تركي يعيشون في إيطاليا، ويسهمون في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والتعليمية. كما تُعد إيطاليا من أبرز الأسواق السياحية الوافدة إلى تركيا، فقد زار أكثر من 719 ألف سائح إيطالي البلاد خلال عام 2024.