وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن القصف أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين، في أثناء وجودهم بالقرب من شارع البيئة في المدينة، بينهم الصحفي برزق، الذي كان في مهمة لتوثيق آثار الحرب على المدنيين عندما أصابت غارة إسرائيلية مقهًى كان ينشر فيه صوراً التقطها.
وفي آخر منشوراته على إنستغرام، قال برزق إنه اضطر إلى النزوح من مدينة غزة للمرة الثانية بسبب القصف الإسرائيلي وتهديدات التهجير القسري. وكتب: "عدنا من النزوح الأول وعاد إلينا الشغف، لكن ما إنْ تنفسنا الصعداء حتى استؤنفت الحرب من جديد وبشكل أعنف.. اليوم نُجبر على النزوح مجدداً من مدينة غزة وترك الاستديو، لأعلن بذلك انتهاء حكاية استديو يحيى برزق”.
وفي آخر قصة على صفحته في إنستغرام نشر برزق صورة لنافذة صنعها من قطعة خشب، تلاها بفيديو آخر لنافذته قبل النزوح.
وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران، استشهاد برزق، “الذي غطّى الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة لقناة TRT، في غارة جوية شنّها مرتكبو الإبادة الجماعية”.
وقال دوران إن “يحيى، الذي شهدنا قصته في الفيلم الوثائقي (غزة باقية في صوري)، الذي أنتجته TRT World، أصبح محفوراً في ذاكرتنا صوتاً شجاعاً يسعى وراء الحقيقة في ظل الاحتلال والقمع”.
وأضاف: “هذا الهيكل المتوحش، الذي يضيف جرائم حرب جديدة إلى قائمته كل يوم، سيُدان ليس فقط في ضمير الإنسانية، بل بموجب القانون الدولي أيضاً”.
وأكد دوران أن “الحكومة الإسرائيلية لن تتمكن بهجماتها الممنهجة على الصحفيين من منع نشر الحقيقة، ولن تتمكن من إخفاء جرائمها ضد الإنسانية والإبادة الجماعية”.
وتابع: “رحم الله أخانا يحيى، وأتقدم بأحرّ التعازي لعائلته وأحبائه ولعائلة TRT. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
من جانبه، نعى المدير العام لشبكة TRT زاهد صوباجي، برزق، في تغريدة على حسابه في منصة إكس، وقال: “نحن في غاية الحزن، فقد استُشهد أخونا يحيى برزق، الصحفي والمصور المستقل المتعاون مع TRT في غزة، في اعتداءات الكيان الصهيوني، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته”.
وأشار صوباجي إلى أن “إسرائيل لن تستطيع من خلال قتل الصحفيين أن تُخفي جرائمها ضد الإنسانية، وكل قطرة دم سفكتها ستُحاسَب عليها عاجلاً أم آجلاً”.
وعمل الصحفي والمصور المستقل المتعاون مع TRT يحيى برزق سابقاً مصوراً لأطفال حديثي الولادة، وكان معروفاً على نطاق واسع، قبل أن تدفعه الإبادة إلى التحوّل إلى توثيق الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقبل الحرب، كانت صفحته على إنستغرام مليئة بصور أطفال رُضّع مُصمَّمة بعناية، التُقطت في استوديو خاص له بمدينة غزة، لكنه منذ بدء الحرب بدأ مشاركة صور ومقاطع فيديو ينعى فيها الأطفال الذين استُشهدوا.
ويُعد برزق واحداً من بين 250 صحفياً على الأقل استُشهدوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما يجعل الحرب واحدة من أعنف الحروب على الصحافة في التاريخ الحديث، وفقاً لمراقبين فلسطينيين ودوليين.
وأعلنت مصادر طبية استشهاد 58 فلسطينياً على الأقل، بينهم امرأة حامل وطفل، الثلاثاء، في غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، فيما أفاد مصدر طبي في مستشفيات القطاع باستشهاد 39 مواطناً بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الاثنين، بينهم 28 في مدينة غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و97 شهيداً، و168 ألفاً و536 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 453 فلسطينياً بينهم 150 طفلاً.