وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن الهجمات استهدفت منازل مأهولة وخيمة تؤوي نازحين ومنتظري المساعدات.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد 25 فلسطينياً وإصابة آخرين، وفق المصادر الطبية.
وفي التفاصيل، استشهدت أم فلسطينية وأبناؤها الستة وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة الباز غربي مدينة دير البلح.
وفي مخيم النصيرات، أٌصيب عدد من الفلسطينيين (غير محدد) بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة عرندس شمالاً.
وفي مخيم البريج، قصفت المدفعية الإسرائيلية منزلاً لعائلة القريناوي في منطقة "بلوك 7".
وفي محيط محور نتساريم، استشهد 18 فلسطينياً وأُصيب 33 آخرون من منتظري المساعدات برصاص إسرائيلي قرب مركز التوزيع الأمريكي-الإسرائيلي.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي آلية لتوزيع المساعدات بواسطة "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم "مصائد الموت".
وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف منتظري المساعدات في أماكن التوزيع، موقعاً آلافاً منهم بين شهيد وجريح.
وفي مناطق جنوبي القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد 4 فلسطينيين، وفق المصادر الطبية.
وفي التفاصيل، استشهد 3 فلسطينيين وهم أب وزوجته الحامل وطفلهما في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين قرب محطة العطار في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
كما استشهد فلسطيني جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المناطق الجنوبية، فيما لم تتوفر تفاصيل بشأنه. وشهدت منطقة الكتيبة وسط خان يونس قصفا مدفعيا متقطعا.
وفي شمالي القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد 6 فلسطينيين في هجمات متفرقة على مدينة غزة. وفي التفاصيل، استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي على مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وشرقي المدينة، استشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلي على منطقة المشاهرة في حي التفاح، دون توافر مزيد من التفاصيل بشأن الاستهداف. ووسط المدينة، استشهد 3 فلسطينيين في قصف على محيط ملعب فلسطين دون توافر المزيد من التفاصيل بشأن الاستهداف.
وجنوبي غزة، شنت المقاتلات الإسرائيلية 3 غارات على محيط شارع المغربي في حي الصبرة.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال ساعات الليل قصفه المدفعي على مخيم الشاطئ وحي النصر في الأنحاء الغربية من مدينة غزة، فيما شنت مقاتلاته غارات جوية عنيفة على حي الصبرة جنوبي المدينة.
وميدانياً، تراجعت آليات جيش الاحتلال من شارع الجلاء (محيط عمارة الزهارنة) وسط مدينة غزة، والذي تقدمت إليه بشكل مفاجئ مساء الاثنين.
كارثة صحية
في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، من تحديات كارثية تواجهها الطواقم الطبية جراء تفاقم أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، في وقت تواصل فيه إسرائيل "تقويض" وصول الإمدادات الطبية لمستشفيات القطاع وسط استمرار الإغلاق المشدد للمعابر منذ مارس/آذار الماضي.
وقالت الوزارة في بيان: "تحديات كارثية تواجه عمل الطواقم الطبية جراء تفاقم أزمة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية".
وأضافت: "تعنت الاحتلال في تقويض وصول الإمدادات الطبية الطارئة للمستشفيات يزيد من تعقيدات الوضع الصحي للمرضى والجرحى".
وطالبت كل الجهات المعنية بـ"التحرك العاجل لضمان الوصول الآمن للاحتياجات الطبية ومنع انهيار الخدمات".
ومراراً، حذرت وزارة الصحة من التداعيات الخطيرة جراء النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الإغلاق الإسرائيلي شبه الكامل للمعابر منذ مارس/آذار الماضي أمام المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية.
ويتزامن هذا النقص مع تعمد إسرائيلي باستهداف مباشر للقطاع الصحي، حيث قصف جيش الاحتلال أو دمر أو أخرج عن الخدمة 38 مستشفى و96 مركزاً للرعاية الصحية، و197 سيارة إسعاف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق أحدث بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وأكثر من مرة، حذرت مؤسسات حقوقية وصحية دولية من خطر انهيار كامل للنظام الصحي في قطاع غزة جراء ما يتعرض له من اعتداءات وتضييق إسرائيلي.
ارتفاع وفيات التجويع
إنسانياً أيضاً، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة، إلى 453 فلسطينياً بينهم 150 طفلاً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة، في بيان، إن إجمالي ما سجلته لحالات الوفاة "نتيجة المجاعة وسوء التغذية بلغ 453 شهيداً، بينهم 150 طفلاً"، وذلك منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشارت الوزارة إلى أنه منذ إعلان منظمة "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (آي بي سي) المجاعة بغزة، في أغسطس/آب الماضي، جرى تسجيل "175 حالة وفاة بينهم 35 طفلاً".
وفي 22 أغسطس/آب الماضي، أعلنت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، عبر تقرير، "حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)"، وتوقعت أن "تمتد إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/أيلول (الجاري)".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح أحياناً بدخول كميات محدودة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول "حكومة غزة" إن إسرائيل تحميها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفاً و55 شهيداً و168 ألفاً و346 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء.