واستقبل ترمب نتنياهو عند مدخل البيت الأبيض، قائلاً: "أنا متأكد من أنه ستكون هناك صفقة"، وفق ما ذكرته هيئة البث العبرية.
وبالتزامن مع اللقاء، تظاهر مئات الإسرائيليين أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب، مطالبين بصفقة لإعادة الأسرى المحتجزين بغزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ونقلت الصحيفة عن عيناف والدة الأسير ماتان تسنغاوكر من أمام السفارة: "يلتقي نتنياهو الآن بالرئيس ترمب، يمكن للجحيم الذي يعيشه ماتان أن ينتهي، الأمر كله يعتمد على شخص واحد"، في إشارة إلى نتنياهو.
وتابعت: "إذا قرر نتنياهو استجماع شجاعته لمعارضة سموتريتش وبن غفير والاستماع إلى الرئيس ترمب، فسنتمكن من استقبال جميع المختطفين بأذرع مفتوحة في اتفاق شامل وإنهاء الحرب".
وتوعدت والدة الأسير الإسرائيلي نتنياهو بأنه "إذا عرقل الاتفاق، فسنواصل ملاحقته هو وعائلته ليلاً ونهاراً، في إسرائيل وخارجها".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بإجهاض أي فرصة للتوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب وإعادة ذويهم حفاظاً على مصالحه السياسية والبقاء بالحكم، رغم موافقة حركة حماس على مقترحات الوسطاء لصفقة جزئية وكذلك شاملة.
والأحد، ادعى الرئيس الأمريكي في تصريح للقناة 13 العبرية، أن هناك "تقدماً جيداً جداً وملحوظاً في القضايا المطروحة"، في إشارة إلى خطته ذات الـ21 نقطة التي طرحها لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
من جانبها، نقلت القناة 12 العبرية عن ترمب، زعمه: "نحن في المراحل النهائية لإبرام صفقة بين إسرائيل وحماس"، مشيراً إلى أن "الآلية المقترحة تشمل مجلساً دولياً وعربياً بمشاركة السلطة الفلسطينية، إضافة إلى حكومة تكنوقراط محلية في غزة".
وعلى خلاف ما جرى نقله عن ترمب، أفادت هيئة البث بأن مقربين من نتنياهو، قالوا إنه "لا تزال هناك فجوات بين ترمب، ورئيس الوزراء فيما يخص بنود الصفقة المحتملة"، وأضاف أنه "من المستبعد أن يصل ترمب ورئيس الوزراء إلى اتفاق نهائي بشأن الصفقة"، وأشاروا إلى أنّ "قضية تفكيك حماس، على رأس الخلافات بين ترمب ونتنياهو".
وفي 23 سبتمبر/أيلول الجاري، طرح ترمب، خطة من 21 بنداً لإنهاء الحرب على غزة، خلال لقاء مع قادة دول عربية وإسلامية باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، تتضمن الخطة وقفاً فورياً للعمليات العسكرية، وتجميد "خطوط القتال"، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين خلال 48 ساعة، كما تنص على تشكيل هيئتين، دولية وفلسطينية، لتولي إدارة قطاع غزة تدريجياً، من دون إشراك حماس، في أي دور سياسي أو أمني، وفق الصحيفة.
نتنياهو يعتذر لقطر
وفي سياق ذي صلة، قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لرويترز، إن نتنياهو اعتذر لنظيره القطري عن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة خلال اتصال هاتفي من البيت الأبيض، اليوم الاثنين.
وجاء الاتصال برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الوقت الذي التقى فيه نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في واشنطن.
وقال مصدر آخر مطلع على المحادثات إن هناك فريقاً فنياً قطرياً في البيت الأبيض.
وفي 9 سبتمبر/أيلول الجاري شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً جوياً على قيادة حركة "حماس" بالدوحة، وهو ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصراً من قوى الأمن الداخلي القطري.
بينما أعلنت "حماس" نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على القطاع، كما يستمر في انتشاره برياً في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، مع استمراره بقصف وتفجير المباني والمنشآت السكنية في تلك المناطق، ضمن مساعيه لاحتلال المدينة وتهجير الفلسطينيين منها.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، استشهد العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفاً و55 شهيداً و168 ألفاً و346 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.